189

![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_70.png)

وبالجملة : الاهتمام بتمييز المشتركة عن المتواطئة مهم ؛ فلنزد له شرحا ونقول :

الاسم المشترك قد يدل على المختلفين كما ذكژنا ، وقد يدل على المتضادين ولا شركة بينهما ألبتة ؛ ك (الجلل) للحقير والخطير ، و(الناهل) للعطشان والريان ، و(الجؤن) للأسود والأبيض ، و(القزء ) للطهر والحيض .

وأيضا المشترك قد يكون مشككا قريب الشبه من المتواطىء ، ويعسر الفرق على الذهن وإن كان في غاية الصفاء ، ولنسم ذالك متشابها ، وذلك مثل اسم (النور) الواقع على الضوء الذي يدرك بحاسة البصر من الشمس والنار ، والواقع على العقل الذي به يهتدى في الغوامض ، ولا مشاركة بين حقيقة ذات العقل والضوء إلا كمشاركة السماء للإنسان فى كونه جسما ؛ إذ الجسمية فيهما لا تختلف ألبتة مع أنه ذاتيى لهما .

ويقرب من لفظ (النور) لفظ (الحى) على النبات والحيوان ؛ فإنه بالاشتراك المحض ، إذ يراد به من النبات المعنى الذي به نماؤه ، ويراد به من الحيوان المعنى الذي به يحس ويتحرك بالإرادة ، وإطلاقه على الباري جل وعلا إذا تأملت . . عرفت بأنه الوجه ثالثي يخالف الأمرين جميعا .

وأمثال هذه ينابيع الأغاليط ، وسأشرحه زيادة شرح في اللواحق عند حصر مدارك الغلط في القياس

صفحه ۶۸