![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_226.png)
الضوارب إلى سائر البدن ، وأن القوى الحساسة تنتهي إلى العين والأذن وسائر الحواس الخمسة في هلذا البخار اللطيف النافذ بلطفه في شباك الأعصاب ، فكأن هلذا البخار حمال لهذه القوى ، يجري في سلك العروق ، ويمد الأجسام اللطيفة التي فيها قوى الإحساس11.
ورأوا : أنه لو وقعت سدة فى بعض مجاري هذا البخار ؛ إما في عصب أؤ عرق . . لبطلت الحياة والإحساس من العضو الذي حالت السدة بينه وبين القلب حتى انقطع عنه إمداده ، فعبروا عن هذا الهواء اللطيف بالروح ، وزعموا أنه سبب بقاء الحياة في آحاد الأعضاء ، فثبت عندهم جسم لطيف عبروا عنه بالروح ، وحكموا بأنه سبب العرض الذي يسمى حياة .
وأما التفاتهم إلى الشرع : فمن حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أزواح ألشهداء في حواصل طير خضر معلقه تحت ألعرش»(21 ، ولقوله تعالى : {ولا تحسبن الزين قيلوأ في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهر يرزقون} 111 ، فزعموا أنه إن لم يكن إلا حياة هي عرض ، وقد انعدم بالموت ، وجسد الميت بين أيدينا . . فما الذي هو في حواصل طير حضر ؟! وكيف وصف الشهداء بأنهم
صفحه ۲۲۴