وسميته: (مفتاح السعادة، في المهم من مسائل الاعتقاد والمعاملات والعبادة) وأنا أسأل الله أن ينفعني به في الدين والدنيا والآخرة، وأن يجعله لي لديه عند لقائه ذخرة نافعة فاخرة، وأن ينفع به عباده، إنه المتفضل علينا بصنوف النعم الباطنة والظاهرة.
واعلم أني أضيف إلى الدلائل القرآنية ما يطابقها من الأدلة العقلية والسنة النبوية، والآثار العلوية، والإجماعات المروية، والأقيسة القوية، وأذكر من قال بمدلولها من العترة وغيرهم، وآتي من شبه المبطلين بما عليه عندهم المعول والإعتماد، ثم أبين بطلانها بما لا ينكره إلا من غلب عليه الجهل والعناد، وأنسب ما تضمنه من السنة والآثار العلوية إلى أصولها من كتب أئمتنا وغيرها، مع تبيين ما قيل فيها من تصحيح أو تضعيف، وتوضيح ما فيها من المشكل والغريب، تتميما للفائدة، وخروجا عن العهدة، ومعاونة على البر والتقوى، إلا أني أقتصر على ذكر هذه الأمور في أول موضع تقع فيه المسألة غالبا؛ هربا من التكرار، هذا مع فوائد استطردتها، وفروع ألحقتها تستقر بها خواطر المتأملين، وتذعن لحسن موقعها وإيرادها عقول المنصفين)).
ويستطرد قائلا رحمه الله تعالى : ((مع أني معترف أن الفضل فيه لغيري، لعلمي بجمود قريحتي، وقصوري وتقصيري، إلا أني أرجو الأجر الوافر على جمع الشتيت، وتقرير الدلالة على وجه يفضي إلى البيان والتثبيت))
وأرى أننا من خلال هذه الكلمات الآنفة الذكر نستلهم صورة كاملة عن الكتاب وأهميته، وطريقة مؤلفه، إلا أننا نستكمل هنا بقية عناصر طرق تأليفه، لتكون الصورة أكثر وضوحا، والجهود أكثر بيانا فنقول:
ثانيا: عقد فصولا تمهيدية وضح فيها أهمية القرآن الكريم وفضائله، والعلوم المستخرجة منه، ووسائل فهمه، وتفسير الكتاب والسنة، وكيفية إعمال الأدلة الشرعية والتعامل معها.
صفحه ۱۲