مفتاح دار السعادة

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
73

مفتاح دار السعادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

ناشر

دار الكتب العلمية

محل انتشار

بيروت

ژانرها

عرفان
الْعلم بِالْقُرْآنِ افضل من الْعلم بِالسنةِ لشرف معلومه على مَعْلُوم السّنة قدم الْعلم بِهِ ثمَّ قدم الْعلم بِالسنةِ على تقدم الْهِجْرَة وَفِيه من زِيَادَة الْعَمَل ماهو متميز بِهِ لَكِن إِنَّمَا رَاعى التَّقْدِيم بِالْعلمِ ثمَّ بِالْعَمَلِ وراعى التَّقْدِيم بِالْعلمِ بالافضل على غَيره وَهَذَا يدل على شرف الْعلم وفضله وَإِن اهله هم اهل التَّقَدُّم الى الْمَرَاتِب الدِّينِيَّة الْوَجْه الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ مَا ثَبت فِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي انه قَالَ خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه وَتعلم الْقُرْآن وتعليمه يتَنَاوَل تعلم حُرُوفه وَتَعْلِيمهَا وَتعلم مَعَانِيه وَتَعْلِيمهَا وَهُوَ اشرف قسمي علمه وتعليمه فَإِن الْمَعْنى هُوَ الْمَقْصُود وَاللَّفْظ وَسِيلَة اليه فنعلم الْمَعْنى وتعليمه تعلم الْغَايَة وَتَعْلِيمهَا وَتعلم اللَّفْظ الْمُجَرّد وتعليمه تعلم الْوَسَائِل وَتَعْلِيمهَا وَبَينهمَا كَمَا بَين الغايات والوسائل الْوَجْه السَّادِس وَالْخَمْسُونَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره فِي نُسْخَة عَمْرو ابْن الْحَارِث عَن دراج عَن ابي الْهَيْثَم عَن ابي سعيد عَن النَّبِي قَالَ لن يشْبع الْمُؤمن من خير يسمعهُ حَتَّى يكون منتهاه الْجنَّة قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وَهَذِه نُسْخَة مَعْرُوفَة رَوَاهَا النَّاس وسَاق احْمَد فِي الْمسند أَكْثَرهَا اَوْ كثيرا مِنْهَا وَلِهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد فَجعل النَّبِي النهمة فِي الْعلم وَعدم الشِّبَع مِنْهُ من لَوَازِم الايمان واوصاف الْمُؤمنِينَ وَاخْبَرْ ان هَذَا لَا يزَال دأب الْمُؤمن حَتَّى دُخُوله الْجنَّة وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّة الاسلام إِذا قيل لاحدهم الى مَتى تطلب الْعلم فَيَقُول الى الْمَمَات قَالَ نعيم ابْن حَمَّاد سَمِعت عبد الله بن الْمُبَارك رضى الله عَنهُ يَقُول وَقد عابه قوم فِي كَثْرَة طلبه للْحَدِيث فَقَالُوا لَهُ الى مَتى تسمع قَالَ إِلَى الْمَمَات وَقَالَ الْحُسَيْن بن مَنْصُور الخصاص قلت لاحمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ الى مَتى يكْتب الرجل الحَدِيث قَالَ الى الْمَوْت وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ سَمِعت احْمَد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ يَقُول إِنَّمَا اطلب الْعلم الى ان ادخل الْقَبْر وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّائِغ كنت اصوغ مَعَ ابي بِبَغْدَاد فَمر بِنَا احْمَد بن حَنْبَل وَهُوَ يعدو ونعلاه فِي يَدَيْهِ فَأخذ ابي بِمَجَامِع ثَوْبه فَقَالَ يَا ابا عبد الله الا تَسْتَحي إِلَى مَتى تعدو مَعَ هَؤُلَاءِ قَالَ إِلَى الْمَوْت وَقَالَ عبد الله بن بشر الطَّالقَانِي ارجو ان يأتيني أَمر ابي والمحبرة بَين يَدي وَلم يفارقني الْعلم والمحبرة وَقَالَ حميد بن مُحَمَّد بن يزِيد الْبَصْرِيّ جَاءَ ابْن بسطَام الْحَافِظ يسألني عَن الحَدِيث فَقلت لَهُ مَا اشد حرصك على الحَدِيث فَقَالَ اَوْ مَا احب ان اكون فِي قطار آل رَسُول الله وَقيل لبَعض الْعلمَاء مَتى يحسن بِالْمَرْءِ ان يتَعَلَّم قَالَ مَا حسنت بِهِ الْحَيَاة وَسُئِلَ الْحسن عَن الرجل لَهُ ثَمَانُون سنة ايحسن ان يطْلب الْعلم قَالَ إِن كَانَ يحسن بِهِ ان يعِيش الْوَجْه السَّابِع وَالْخَمْسُونَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ايضا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن الْفضل عَن المَقْبُري عَن ابي هُرَيْرَة رضى الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله الْكَلِمَة الْحِكْمَة ضَالَّة الْمُؤمن فَحَيْثُ وجدهَا فَهُوَ احق بهَا قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا

1 / 74