المقدمة في التنويه بشخصية المصنف وتعريف كتاب المعيار والموازنة
أما المصنف فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي محامي العظمة العلوية في القرن الثالث ودولة المبطلين وشوكة المنحرفين عن علي وأهل بيته الطاهرين!!! ومحامات هذا الرجل عن أعظم شخصية بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )ودفاعه عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في عصر اهتضام محبيه وشوكة معانديه من أفخر معاليه وأعلى مفاخره وجهات مجده وشخصيته، إذ كل عاقل سلمت فطرته عن الانحراف، يدرك أن لجنس البشر وأبناء آدم محامد ومعالي وأن من أجلها التزامهم بالحق والصواب واستقامتهم عليه، وانه كلما كان الالتزام بالحق والاستقامة عليه والدوران معه أصعب يكون شأن الملتزمين به والمستقيمين عليه أعظم وأشرف وأجل من غيرهم ممن يلازم الحق في دولة الحق أو فيما إذا كان المحقون في فسحة ورخاء وحرية في سلوك طريق الحق والقيام بلوازمه. ولهذه الجهة والعلة شرف وفضل المهاجرون الأولون والبدريون من أصحاب رسول الله- الذين استقاموا على إيمانهم ولوازمه- على غيرهم ممن آمن برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )بعدهم حينما حصلت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )وللمسلمين قوة وشوكة وعزة ومنعة وجمع وعتاد وعدة وعدة.
ولا ريب أيضا أن التحلي بهذه الكرامة العظيمة من أجل معرفات الرجال وإليه أشار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكلام المشهور المنسوب إليه: وأما المحقون فيعرفون الرجال بالحق لا الحق بالرجال.
فمن أراد أن يعرف الخبيث من البشر من طيبه والصحيح منهم من السقيم والجيد من الرديء فليطلبها من هذا الطريق فإنه من أوضح سبلها وأسد محجتها سواء كان المطلوب معرفته ممن يعاصر الطالب ويكون من الأحياء المرزوقين، أو كان من السلف الماضين ممن أباده الحدثان ولكن خلف بنحو القطع واليقين للمتأخرين الطالبين بعرفانه من محامد
صفحه ۵