معراج به کشف اسرار منهاج
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
ژانرها
الأرب هنا بمعنى الحاجة فهو سننه حسن ملائم مطابق ولكن الحكم على المنحرفين عن علم الكلام كلهم بأن هذا هو السبب في وضعهم منه وصدهم عن ليس على عمومه، فكم في أولئك من فطن اللبيب ولفظ أريب متمكن من خوض غماره والإطلاع على غوامضه وأسراره والله سبحانه أعلم، نعم كما أن النفع بهذا الفن كثير فإن خطر الجهل فيه غير يسير. نعم حرف إيجاب ولها معان أقربها هنا أعلام مستجير كان سائلا سأله فهل في هذا الفن على كثرة نفعه خطر؟ فقال: نعم كثرة خطره ككثرة النفع فيه فالمقدم عليه كراكب البحر المتلاطم أي الذي تلاطمت أمواجه؛ لأنه في تلك الحال ركوبه أخطر ما يكون وذلك لأن الخائض في هذا الفن لا يأمن أن يزل قدمه عن الحق فيه بألا يوفي النظر حقه فيهلك والمحجم عنه في ظلام متراكم أي في جهل متكاثر بعضه فوق بعض ومن ثم عظم التكليف به والثواب عليه أي ومن أجل كونه يصعب الإقدام عليه ويوقع الأحجام عنه في الهلكة عظم التكليف به في المشقة معظم الثواب عليه لعظم المشقة مع عظم الموقع الموجب له وهو اللطفية التي هي السبب في إدراك السعادة الأخروية، واستندت الأديان في كل زمان إليه أي ولا حل ما ذكر كامن خطر افقدام عليه والإحجام عنه استندت الأديان إليه فصار إضلالها إذ لا يصح حصولها على الوجه النافع إلا مع حصوله ولهذا ألم يختلف في حق كل شيء وأهل كل سريعة وفيه نظر كأن السبب في استناد الأديان غليه ليس عظيم الخطر فيه بل كون شيء منها لا يصح إلا مع حصوله سواء فرضت سهولته أو صعوبته فستنبذ العاقل أن ينظر فيه نظر متعرف لا نظر متعجرف أي فطريق العاقل التي يبتغي أن سيلكها نظره في هذا العلم نظر طالب لمعرفة الحق فيه لا نظر متكبر عن اتباعه أنفة عن أن يكون تابعا أو خارجا عن مذهب سلفه أو نحو ذلك ويطلبه طلب متعرف أي طالب للعون من الله لا طلب متعصب لمن سيفه من سلفه والعصب معناه أن يتكلف أن يصير لمن يتعصب له ويحتمي عليه كالعصبة الذين هم قرابة الأب ويوطن نفسه أي يلزمها ويحملها على قبول الحق من حيث ورد من صغير أو كبير فوثب أو يعتد صديق أو عدو وقد أشار إلى ذلك الخبر المآثور حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: <من أتاك بالحق فاقبله ولو كان بعيدا نعيصا ومن أتاك بالباطل فأردده ولو كان حبيبا قريبا ولا يعتمد في أمر دينه على أحد أي لا يرتكن في شأن دينه على تقليد واحد من الناس فيكون أي فيتسبب اعتماده على التقليد إلى أن يكون قد حقب دينه الرجال أي جعل دينه من الرجال بمنزلة الحقيبة من الجمال وهو وعاء من آدم ونحوه يجعله الراكب خلفه وجمعه حقائب، وذهب معهم من يمين إلى شمال إشارة إلى الخير المأثور عنه صلى الله عليه وآله وسلم: <من أخذ دينه عن أفواه الرجال ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال فمثله كمثل رجل خلق له عينان فأطبقهما وانخرط في سلك العميان> أي في أمر دينه على غيره تقليدا وتارك طلب اليقين بطرا واستدلالا كمثل من له عيناه يرى بهما ويدرك المحسوسات فأطبقهما واعتمد على قائد يأخذ بيده لا يدري أيسير به في الطريق أو يرمى به في مرمى سحيق والسلك هو الخيط الذي ينظم فيه اللؤلؤ وغيره، قسم الله لنا من توفيقه الخط الأسنى. التوفيق ما لأجله مفعل المكلف ما يحلفه والخط هو النصيب والأسنى الأرفع تفصيل السني وهو الرفيع وختم لنا ولكل مسترشد بالحسنى أي وجعل خاتمة أمرنا وأمر كل مسترشد أي طالب للرشد وهو نقيس الغي، الحسنى تأنيث الأحسن أي التي هي أحن الخواتم عند الله.
صفحه ۴۴