173

طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها

طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها

ناشر

وكالة المطبوعات

شماره نسخه

الثالثة ١٤٠٢هـ

سال انتشار

١٩٨٢م

ژانرها

﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ، أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ، إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ، يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾
وفي تلك العلامة إشارة إلى ابتعاد الناس عن الإيمان وهجرهم لتعاليم الله، فإذا ما جاءتهم هذه الظاهرة الطبيعية الرهيبة وامتلأت السماء بدخان يخنق الأنفاس ويحرق الأكباد، نادوا ربهم إنا مؤمنون، ويكشف الله عذابه إلى حين ثم تأتي الساعة التي لا مفر منها ولا خلاص.
وهناك علامة أخرى يقول الله فيها١:
﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾
ووقوع القول يعني صدور أمر الله بما سيحدث، وقد أمر الله نبيه أن ينذر الظالمين بعذاب ذلك اليوم، وأن يحذرهم من هوله الذي لن ينفع فيه صديق ولا شفيع مهما بلغ جاهه أو سلطانه قال تعالى٢:
﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾
وهذا اليوم الذي استأثر الله بعلمه، وذكر لنا بعض علاماته سيأتي في أي لحظة، لذلك الإعداد له بالعمل الصالح والتقرب إلى الله غير محدد بزمن، فكل الناس في كل عصر وعلى كل أرض يجب أن يعدو أنفسهم له فإنه آت لا ريب في ذلك: ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾ ٣ ووصف هذا اليوم

١ من سورة النمل آية ٨٢.
٢ من سورة غافر آية ١٨.
٣ من سورة النحل آية ٧٧.

1 / 187