115

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

ناشر

دار الرسالة العالمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

محل انتشار

بيروت

ژانرها

إليه، وكانوا هم الطليعة الأولى من الدعاة بعد الرسول ﷺ ولم يقلدوا أحدًا في علمه سوى من أرسله الله معلمًا وهو الرسول ﷺ. وكما أن الله ﷾ قد اختارهم صحابة لنبيه فقد أراد بهم الخير، ومن هذا الخير ما رواه معاوية بن أبي سفيان ﵁ أن النبي ﷺ قال: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين «^١). وبما أن الدعوة تعتمد على البصيرة، والبصيرة هي: "إدراك القلب والعقل لضوابط المسائل كما تدرك العين والبصر الأشياء، والبصيرة هذه هي العلم النافع" (^٢)، إذن فالعلم هو من أهم الضوابط التي ينبغي على الدعاة تحصيله والعمل بموجبه، ولقد كان رسول الله ﷺ يحرص على تعليم صحابته ﵃ أمور الدين كما يحرص على إرسالهم بعد تعليمهم لدعوة الناس، فهذا مصعب بن عمير ﵁ أرسله الرسول ﷺ معلمًا أهل يثرب الدين بما عنده من علم بالقرآن. وهذا خباب بن الأرت ﵁ يدعو عمر بن الخطاب ﵁ في بيت سعيد بن زيد وأخته فاطمة ﵂ اللذَين كان يعلمهما القرآن بما تعلمه من رسول الله ﷺ. وفي دعوة أبي أمامة الباهلي ﵁ لقومه يقول: "بعثني رسول الله ﷺ إلى قومي أدعوهم إلى الله ﷿ وأعرض عليهم شرائع الإسلام" (^٣). وهنا نجد أن أبا أمامة ﵁ كان لديه علم بما سيدعوهم إليه وذلك في قوله: "أعرض عليهم شرائع الإسلام"، فنجد أن الرسول ﷺ أرسله لعلمه بالشرائع والأمر والنهي في الدين. وكذلك في

(^١) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل، رقم ٧١، ص ١٧. (^٢) المرأة الداعية، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ص ١٠. (^٣) المستدرك على الصحيحين، الحاكم، كتاب معرفة الصحابة، ذكر أبي أمامة الباهلي، رقم ٦٨٢٦، ٤/ ٣٦٩.

1 / 122