بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ورحمة الله وبركاته.
أما بعد - وبالله التوفيق - فإني قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والحسين بن علي صلوات الله عليهما) ووصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما، ويلزم من الفعل في مشهديهما، وما يتبع ذلك في منازله، ويتعلق بأوصافه في مراتبه.
وأذكر على التقديم في صدره طرفا مما جاء به الأثر في فضله، فإني لم أجده على الحدود التي أؤمها منه في شئ مما تقدم من مصنفات أصحابنا - رضوان الله عليهم - وتأخر، وإن كان موجودا فيها على غيرها - مما يتعذر على القاصد العمل بها لأجل الجمع بينها، ويصعب عليه الاتيان على النسق والنظام بها - وهو اختلاف محالها من الأماكن، وتباين أجناسها من المواضع، واختلاط المعني منها بخلافه، ومجاوزة الباب في الغرض لبعيده، ومباينة المناسب في المواطن لقريبه.
فعمدت تلخيص ذلك على اختصار، وتحريت تأليفه للحفظ والتذكار، وبالله أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي، ونعم الوكيل.
صفحه ۳
(1) باب فضل الكوفة 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن [محمد بن] قولويه (1)، قال: حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله (2)، عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرازي الجاموراني (3)، عن الحسين (4) بن سيف بن عميرة، عن أبيه سيف، عن أبي بكر
صفحه ۴
الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (1) عليه السلام قال: قلت له: أي بقاع الله (2) أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله صلى الله عليه وآله؟
فقال: الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة.
فيها قبور النبيين المرسلين [وقبور غير المرسلين] (3) والأوصياء الصادقين وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله تعالى نبيا إلا وقد صلى فيه.
وفيها (4) يظهر عدل الله، وفيها [يكون] (5) قائمه، والقوام 6 من بعده وهي تكون منازل النبيين والأوصياء [و] الصالحين (7).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني (محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار،) (8) عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن (9) بن سعيد، عن
صفحه ۵
ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي، عن الصادق عليه السلام قال:
مكة حرم الله رسوله وحرم علي [بن أبي طالب] عليهما السلام، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم.
والمدينة حرم الله، وحرم رسوله، وحرم علي بن أبي طالب عليهما السلام، الصلاة في مسجدها بألف صلاة (2) والكوفة حرم الله رسوله وحرم علي بن أبي طالب عليهما السلام، الصلاة في مسجدها بألف صلاة (2).
3 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني (محمد بن الحسين بن مت الجوهري) (3)، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن محمد ابن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين عليه السلام أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى [فيه] (4) ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق (5).
صفحه ۶
(2) باب فضل مسجد الكوفة 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال عن إبراهيم بن محمد، عن الفضل بن زكريا، عن نجم بن حطيم (1)، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد و الرواحل (2) من مكان بعيد، إن 3 صلاة فريضة فيه تعدل حجة و (صلاة نافلة) (4) تعدل عمرة (5).
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن الحسن بن [عبد الله بن محمد عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن] (6) عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن طريف (7)، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين علي بن أبي
صفحه ۷
طالب عليه السلام قال: النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والفريضة [فيه] (1) تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صلى فيه ألف، نبي وألف وصي (2).
3 - وقال الصادق عليه السلام: ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري به قال له جبرئيل: أتدري أين أنت (يا رسول الله الساعة) (3)؟
[قال: لا. قال:] (4) أنت مقابل [مسجد] (5) كوفان.
(قال: فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين،) (6) فاستأذن الله عز وجل فأذن له، [فهبط فصلى فيه ركعتين] (7)، وإن قبلته (8) لروضة من رياض
صفحه ۸
الجنة، [وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة، وإن ميسرته روضة من رياض الجنة] (1)، وإن مؤخره روضة من رياض الجنة، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاته، وإن النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة (2) ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا (3).
4 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي (4)، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
صلاة في مسجد الكوفة بألف (5) صلاة (6)
صفحه ۹
(3) باب فضل الصلاة عند السابعة من أساطين المسجد 1 - محمد بن إسماعيل بن بزيغ (1)، عن أبي إسماعيل السراج قال: قال معاوية بن وهب وأخذ بيدي فقال: قال لي أبو حمزة وأخذ بيدي قال: قال لي الأصبغ بن نباتة وأخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال: هذا مقام أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: وكان الحسن عليه السلام يصلي عند الخامسة فإذا غاب أمير المؤمنين عليه السلام صلى فيها الحسن وهي من باب كندة (2).
2 - وقال الصادق عليه السلام: الأسطوانة السابعة مما يلي باب كندة في
صفحه ۱۰
الصحن مقام إبراهيم عليه السلام، والخامسة مقام جبرئيل 1.
صفحه ۱۱
(4) باب فضل مسجد السهلة 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أخي علي بن محمد بن قولويه، عن (1) أحمد بن إدريس بن أحمد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب (2)، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام.
[قال:] (4) سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج؟ قال: نعم.
قال: فهل صلى في مسجد سهيل؟
قال (5): وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة؟ قال: نعم.
قال: (أما أنه) (6) لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة.
صفحه ۱۲
فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة؟
قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج (1) منه إلى العمالقة.
وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، [وفيه مناخ الراكب] (2).
وفيه صخرة خضراء، فيها صور (3) (جميع النبيين) (4) وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل منها النبيين.
وفيه (5) المعراج وهو الفاروق [الأعظم] (6) موضع منه، وهو ممر الناس و هو من كوفان.
وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر، ويحشر من جانبه (7) سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب (8).
2 - وقال الصادق عليه السلام: مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قام بأهله (9).
صفحه ۱۳
3 - وقال عليه السلام: إنه ما من مكروب يأتي السهلة فيصلي فيه [ركعتين] (1) بين العشائين ويدعو الله تعالى إلا فرج كربه (2).
4 - وروي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من صلى في مسجد السهلة ركعتين زاده الله عز وجل في عمره سنتين (3).
صفحه ۱۴
(5) باب فضل الفرات 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن (1) بن سعيد، عن علي بن الحكم، (عن عرفة، عن ربعي) (2) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى جل جلاله في كتابه (3) هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، [والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله وسلم] (4). (5) 2 - حدثني أبو القاسم [، عن محمد بن الحسن] (6)، عن محمد بن الحسن
صفحه ۱۵
الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير (١)، عن حكيم بن جبير (٢) الأسدي قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن الله جل جلاله يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل (٣) من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا.
وما من نهر في شرق الأرض و [لا] (٤) غربها أعظم بركة منه (٥ ).
٣ - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/23/50" target="_blank" title="المؤمنون: 50">﴿وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين﴾</a> (6).
قال: الربوة: نجف الكوفة، والمعين: الفرات (7).
صفحه ۱۶
(6) باب فضل الاغتسال في الفرات والشرب منه 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي (1)، عن عبد الله بن سليمان قال:
لما قدم أبو عبد الله عليه السلام [إلى] (2) الكوفة في زمان أبي العباس جاء (3) على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الفرات (4) ثم قال لغلامه: اسقني.
فأخذ كوز ملاح فغرف له (فسقاه (5) فشرب الماء وهو يسيل من شدقيه على) (6) لحيته وثيابه، ثم استزاده فزاده، فحمد الله عز وجل، [ثم قال] (7):
نهر ما أعظم بركته أما إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة.
صفحه ۱۷
أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافيته.
[أما] (1) لولا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برئ (2) (3) 2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن [بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمود بن عيسى عن الحسن] (4) بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت.
وسألني كم بينك وبين [ماء] (6) الفرات؟ فأخبرته [فقال] (6): لو كنت عنده لأحببت أن آتيه طرفي النهار (7).
صفحه ۱۸
(7) باب زيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله بن [أبي] (1) خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله قال: بينما الحسين بن علي عليهما السلام في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ رفع رأسه فقال: يا أبت ما لمن زارك بعد موتك؟
قال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة.
ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (2).
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن
صفحه ۱۹
منيع بن الحجاج، عن يونس، عن (1) أبي وهب القصري (2) قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: بئس ما صنعت لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة (وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون) (3)؟!
قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك.
قال: فاعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا (4).
3 - حدثني أبو القاسم عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: إني أشتاق إلى الغري قال: وما شوقك (5) إليه؟
صفحه ۲۰
فقلت: إني أحب (أمير المؤمنين عليه السلام وأحب أن أزوره) (١).
فقال لي: هل تعرف فضل زيارته؟ قلت: لا يا بن رسول الله فعرفني ذلك قال: إذا زرت أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم أنك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقلت: إن آدم هبط بسرنديب في مطلع الشمس وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟!
قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا، فطاف بالبيت كما أوحى إليه، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام فحمله في جوف السفينة حتى طافا [ بالبيت] (٢) ما شاء الله أن يطوف، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله عز وجل للأرض: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/11/44" target="_blank" title="هود: 44">﴿ابلعي ماءك﴾</a> (3) فبلعت ماءها [من مسجد الكوفة] (4) كما بدأ الماء منه، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة.
فأخذ نوح التابوت، فدفنه في الغري (5) وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله [عليه (6) موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه إبراهيم خليلا واتخذ عليه محمد حبيبا، وجعله للنبيين مسكنا، والله ما سكن [فيه] (7) أحد (بعد
صفحه ۲۱
آبائه (1) الطيبين) (1) آدم ونوح [أكرم من] (2) أمير المؤمنين عليه السلام.
فإذا زرت (3) جانب النجف فزر عظام آدام وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنك زائر الآباء الأولين، ومحمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين، وعليا سيد الوصيين، وإن (5) زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته، فلا تكن عن الخير نواما. (6)
صفحه ۲۲