مرگ مرد تنها روی زمین
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرها
وتتبع عينا زينب أصبع عمتها وترى باب بيت العمدة الحديدي؛ فتقول لها وهي تربت على كتفها: إنه باب بيت العمدة يا عمتي. لا تخافي، وحاولي أن تنامي. سآخذ الجاموسة إلى الحقل وأعود إليك قبل المغرب.
وتتشبث زكية بجلباب زينب: لا يا زينب يا ابنتي، لا تتركيني وحدي.
وترد زينب: ومن سيذهب إلى الحقل يا عمتي؟ ومن سيطمعنا إذا بقيت إلى جوارك هنا في الدار؟
وتقول زكية: جلال أخذ الجاموسة وذهب إلى الحقل، وأنت يا زينب ابقي هنا معي، لا تتركيني وحدي. وتمسح زينب دموعها وهي تقول: جلال يا عمتي لم يذهب إلى الحقل، ولا بد أن أذهب أنا لأجمع المحصول وأسد دين الحكومة، وإلا أخذوا منا الأرض وأصبحنا نشحذ على أبواب الناس.
ورن صوت رجل من فوق عتبة الباب يقول: كيف تشحذ زينب وزكية ونحن في كفر الطين؟
واستدارت زينب لترى وجه الحاج إسماعيل، ينظر إليها بعين واحدة وعينه الأخرى تهرب في الاتجاه الآخر.
وقالت زينب: لا بد أن أذهب إلى الحقل يا حاج إسماعيل، وعمتي زكية كما ترى مريضة، ولم تعد تأكل ولا تشرب، ولا تنام، وترى من حولها خيالات وتسمع أصواتا وتخاف.
رد الحاج إسماعيل: زكية ركبها عفريت يا زينب، ولن يترك جسدها إلا إذا سمعت كلامي وعملت الوصفة التي سأدلك عليها.
ردت زينب وهي تمسح دموعها: أنا مستعدة أعمل أي شيء يا حاج إسماعيل من أجل أن تشفى عمتي زكية.
فتح الحاج إسماعيل حقيبته القديمة وأخرج ورقة طويلة كتب عليها بعض الآيات، فقرأ عليها بعض التعاويذ غير المفهومة ثم طواها وأدخلها في كيس قذر من الدمور وعلقها في عنق زكية، وهو يتلو الآيات والتعاويذ ويتمتم ويبسمل ويحوقل ويمسح رأسها ووجهها وصدرها بكفيه وظهر يديه.
صفحه نامشخص