مرگ مرد تنها روی زمین
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرها
تصل زينب إلى البيت فتضع الجرة على الأرض، وتجلس إلى جوار عمتها زكية وهي لا تزال تلهث، قلبها لا يزال يدق، وصدرها يعلو ويهبط، وحبات عرق لا تزال عالقة بجبهتها لم تسقط ولم تجف.
ترمقها عينا زكية في صمت، ثم تنفرج شفتاها الجافتان المطبقتان عن صوت خافت كالهمس: ما لك يا زينب يا ابنتي؟
تسكت زينب ولا ترد. تظل زكية صامتة طول الوقت، ثم تنفرج شفتاها مرة أخرى عن صوت خافت كأنما تكلم نفسها: يا ترى أين أنت الآن يا جلال يا ابني، حي أنت أم ميت؟ لو أعرف أنه مات يا رب لاستراح قلبي، وهذا كفراوي أيضا يذهب، يا ترى سيعود إلينا أم لن يعود، يا رب ألم يكف جلال ونفيسة، فيصبح كفراوي أيضا؟ لم يعد لنا أحد يا رب، والدار أصبحت خالية، وزينب لا تزال صغيرة، وأنا أصبحت عجوزا ... ومن سيرعى الجاموسة والحقل؟
ترد زينب وهي تجفف عرقها بطرف طرحتها: أنا كبرت يا عمتي، وسوف أرعى الجاموسة والحقل والدار وكل شيء حتى يعود أبي. أبي سيعود، وسيعود جلال أيضا، ونفيسة ...
وترد زكية: من يذهب هناك لا يعود يا ابنتي.
تقول زينب: ربنا يعرف حالنا ولن يتركنا يا عمتي. تهمس زكية كأنها تكلم نفسها لن يعود أحد. الذي يذهب لا يعود. وكفراوي أيضا لن يعود.
وتقول زينب بحماس: أبي سيعود يا عمتي. سيقول لهم إنه لم يقتل أحدا وسوف يصدقونه. كل الناس تعرف أن أبي رجل طيب لا يمكن أن يقتل.
تتنهد زكية: الناس هنا تعرفه يا زينب، ولكن هناك لا أحد يعرفه. لو كان جلال هنا لذهب معه؛ جلال يعرف الناس هناك وكان يمكن أن يساعده، لكن جلال ليس هنا. جلال كان يساعد الغرباء، فما بال خاله كفراوي؟
ردت زينب: ربنا سيساعده.
تنهدت زكية: ربنا لا يكفي يا ابنتي!
صفحه نامشخص