مدينة (واسط) في العراق وسطا بين الكوفة والبصرة، حول قبلتها من جهة الحجاز (الكعبة) إلى جهة الشام: إما قصر أمير المؤمنين (!) أو قبة الصخرة التي بناها وأمر الناس بالحج إليها:
فقد ذكر اليعقوبي: أنه لما استولى ابن الزبير على مكة والحجاز كان يأخذ الحجاج بالبيعة له فلما رأى ذلك عبد الملك منعهم من الخروج إلى الحج، فضج الناس وقالوا: تمنعنا من حج بيت الله الحرام وهو فرض من الله علينا؟! فقال لهم: هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم: أن رسول الله قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس " فهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام! وهذه الصخرة التي يروى: أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء، تقوم لكم مقام الكعبة!. فبنى على الصخرة قبة وعلق عليها ستور الديباج وأقام لها سدنة، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة! وأقام بذلك أيام بني أمية (1).
وإلى هذا أشار الجاحظ في بعض آثاره فقال في المفاضلة بين بني هاشم وبني أمية: وتفخر هاشم بأنهم لم يهدموا الكعبة، ولم يحولوا القبلة، ولم يجعلوا الرسول دون الخليفة (2).
ويفصل هذا أيضا في بعض رسائله فيقول: حتى قام عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بالهدم وعلى حرم المدينة بالغزو، فهدموا الكعبة
صفحه ۵۲