الأزمان التي وضعت فيها هذه الكتب، فقديمها أقل رواية للخوارق من متأخرها، وما ورد من الخوارق في الكتب القديمة أقل بعدا عن مقتضى العقل مما ورد في كتب المتأخرين.
فهذه سيرة ابن هشام أو قل ابن إسحاق أقدم السير المعروفة اليوم تغفل كثيرا عما ذكره أبو الفداء في تأريخه وما ذكره القاضي عياض في " الشفاء " وعن جميع كتب المتأخرين تقريبا.
فلا بد للباحث من أن يقبل لنفسه مقياسا يعرض عليه ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه، فما صدقه هذا المقياس أقره وأقر به وقربه، وما لم يصدقه فلم يورده بل يرده " (1).
وهناك سبب آخر يوجب تمحيص ما ورد في كتب السلف ونقده نقدا علميا دقيقا، هو أن أقدمها كتب بعد وفاة النبي بمائة سنة أو أكثر، وبعد أن
صفحه ۳۳