موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
ژانرها
ويوجد عدد عظيم من بقايا هذا النوع وبخاصة قرونه، وهي محنطة تحنيطا متقنا. ويوجد في متحف فؤاد الأول الزراعي مجموعة جميلة منها.
ويمتاز هذا النوع من الخراف بقامة اعتيادية ووجه مقوس وأذنين متدليتين متوسطة الطول. وله قرون غليظة القاعدة متجهة إلى الخلف ثم تنحني إلى أسفل ثم إلى الأمام وله ذيل طويل، ضخم (اللية) عريض وقد جلب هذا الحيوان على ما يظهر إلى مصر حوالي 2000 ق.م. ومن المحتمل أنه كان محببا للأهلين بسبب (ليته) العظيمة. والظاهر أن شعره كان كذلك قصيرا. ومن ذلك يمكننا أن نستنتج أن المصريين كانوا يأكلون لحم الضأن ولم يكونوا يعرفون الملابس الصوفية؛ إذ كان ضأنهم لا ينتج صوفا صالحا للغزل. والحقيقة أن كل الأقمشة القديمة التي عثر عليها للآن في المقابر المصرية القديمة كانت مصنوعة من الكتان. ولم يعرف أن الملابس الصوفية استعملت في مصر أحيانا إلا في العهد الإغريقي. وكانت تلبس كثيرا في العهدين الروماني والقبطي. غير أننا لا نعلم إذا كانت قد صنعت في مصر أم كانت تجلب من بلاد سوريا أو اليونان وغيرهما من بلاد البحر الأبيض المتوسط، إذ كان الصوف يوجد فيها بكثرة.
ولا يبعد أن يكون قد جلب إلى مصر صنف آخر منتج للصوف أو حسن نوع الشعر الذي كان يكسى به الجنس الجديد من الضأن حتى أصبح صالحا لصناعة الملابس الصوفية.
ويقول «هردوت»: إن المصريين كانوا يلبسون قباء من الكتان موشى بصور من الصوف الأبيض. غير أنه في الوقت نفسه يقول: إن دخول المعابد بملابس صوفية غير مباح. وقد كان بعض علماء الآثار يظنون أن الشعر المستعار الذي وجد في المقابر من الصوف، ولكن البحث العلمي أثبت أنه لا توجد واحدة من بينها من الصوف.
وقد عثر على كمية من الصوف في تل العمارنة يرجع عهدها إلى الأسرة الثامنة عشرة، مما يدل على احتمال استعمال الصوف والملابس الصوفية في مصر في هذا العهد، غير أنه من المحتمل جدا أن هذا الصوف قد جلب إلى مصر من آسيا وبخاصة في هذه الفترة التي كانت فيها مصر هي المسيطرة على هذه البلاد من كل الوجوه.
الحمار:
كان الحمار يستعمل في مصر لحمل الأثقال منذ عهد الدولة القديمة. وقد عثر له على رسوم عدة، أهمها في مصطبة «ورخو»، من عهد الأسرة الخامسة
161
بالجيزة، إذ نشاهد حمارين يحملان محفة بينهما لجلوس موظف للتفتيش على أعمال الحقول. وقد كانت أهمية الحمار عظيمة في القوافل التي كانت تعد عند قدماء المصريين أهم طرق المواصلات مع خارج البلاد.
ولا نزاع في أن البعثات التي قام بها المصريون في عهد الدولة القديمة إلى سينا وفي مصر العليا كانت بوساطة الحمير. وفي عهد الأسرة السادسة عندما قام «حرخوف» برحلته للبحث عن البخور والعاج من أعالي بلاد النوبة كان معه 300 حمار، وقد عاد بها محملة بالنفائس من هذه الجهات (انظر ص 382 وما بعدها من الجزء الأول).
صفحه نامشخص