موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
ژانرها
136
وكان لكل مقاطعة كما كان لكل بيت ثعبان حارس. (2) كلمة عامة عن المراعي وتربية الحيوان
يجدر بنا أن نبرز هنا بنوع خاص ميل الممولين المصريين إلى تربية قطعان الماشية المختلفة الأنواع، وهذا الميل يمكننا أن نلمسه فيما نشاهده من الثروة الطائلة من رءوس الأنعام التي كانوا يصورونها على جدران مقابرهم موضحة بالأرقام الدالة على عدد ما كان يمتلكه صاحب المقبرة لينعم به في آخرته، فمن ذلك نرى أن أحد الأشراف في عهد الدولة القديمة كان يملك 2235 رأسا من الماعز و974 من الضأن و670 من الحمير،
137
حقا إننا نشاهد أحيانا أن المصري كان يبالغ في ثروته أو فيما استحوذ عليه من بهيمة الأنعام، فمثلا نجد في نقوش الملك «سحورع» أنه عاد من غزوته في بلاد لوبيا ومعه أكثر من 700000 رأس من الماعز والضأن والحمير وأكثر من 120000 من الماشية الكبيرة.
138
يضاف إلى ذلك أننا وجدنا في مقبرة العظيم سنب بالجيزة أنه كان يملك أكثر من 20000 ثور، ومثلها من الماعز وعددا عظيما من الحمير
139
ورغم ما في هذه الأرقام الأخيرة من المبالغة فإنه يمكننا أن نعتبر الأرقام الأولى في حد المعقول، ومنها نستطيع أن نعرف على وجه التقريب أهمية أنواع البهائم التي كان يشارك فيها الممولون الكبار الرعاة الذين اتخذوا الرعي حرفة لهم، ولا نزاع في أن الرعاة المصريين الحاليين يعدون فقراء إذا قيسوا بأجدادهم القدماء، وسبب ذلك يرجع إلى التطورات التي حدثت في أراضي وادي النيل. وذلك أنه كان لا بد من وجود مراع شاسعة لتربية عدد عظيم من الماشية، وكانت هذه بطبيعة الحال موجودة في مصر في العصور القديمة. أما في أيامنا هذه فليس لها أثر، وتفسير ذلك أنه في الأزمان القديمة كانت المراعي الخضراء تظهر بعد نزول الفيضان وتعم البلاد عدة شهور، وقد كان هذا يلاحظ بنوع خاص في الدلتا التي كانت غنية في مساحتها الشاسعة التي ينبت فيها كل أنواع الحشائش طبيعيا وبخاصة البردي، وفي هذه المراعي كان الرعاة يطلقون سراح قطعانهم العظيمة لتنمو وتتكاثر، ولذلك يقول باران:
140
صفحه نامشخص