مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

ابن تغری بردی d. 874 AH
53

مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

پژوهشگر

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

ناشر

دار الكتب المصرية

محل انتشار

القاهرة

وَعَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ: جَاءَ عُثْمَان إِلَى النَّبِي -[ﷺ]- بِأَلف دِينَار حِين جهز جَيش الْعسرَة، فصبها فِي حجر النَّبِي -[ﷺ]-؛ فَجعل يقلبها بِيَدِهِ وَيَقُول: مَا ضرّ عُثْمَان بعد الْيَوْم مَا عمل. رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده. إنتهى. قلت: ودام عُثْمَان فِي الْخلَافَة، وطالت أَيَّامه، إِلَى أَن قدم عَلَيْهِ جمَاعَة من الْبَصْرَة، وَجَمَاعَة من الْكُوفَة، وَجَمَاعَة من مصر؛ لِحَرْب عُثْمَان؛ لِأَنَّهُ كَانَ لما ولي الْخلَافَة عزل نواب عمر عَن الْأَمْصَار وَولى أَقَاربه وَغَيرهم. فَلَمَّا حضر هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين إِلَى عُثْمَان كَلمُوهُ فِي أُمُور ذكرت فِي المطولات. محصول ذَلِك: أَنه لما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ثَارُوا عَلَيْهِ ورجموه وَهُوَ على الْمِنْبَر حَتَّى غشى [عَلَيْهِ]، ثمَّ رجموا النَّاس [حَتَّى أخرجوهم] من الْمَسْجِد. وَحمل عُثْمَان إِلَى بَيته، وحاصروه مُدَّة أَيَّام، إِلَى أَن تسلقوا عَلَيْهِ من الدَّار الَّتِي بِجَانِب دَاره، وقتلوه وَهُوَ جَالس والمصحف بَين يَدَيْهِ، بعد أُمُور صدرت بَينهم يطول شرحها. وَكَانَ قَتله بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ من الْهِجْرَة، وَهُوَ ابْن اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة. وَدفن بثيابه بدمائه، وَلم يغسل. رَوَاهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي زيادات الْمسند. وَكَانَت خِلَافَته إثنا عشر سنة إِلَّا إثنتي عشرَة يَوْمًا. [وبويع عَليّ بعده] [بالخلافة] .

1 / 55