مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

ابن تغری بردی d. 874 AH
147

مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

پژوهشگر

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

ناشر

دار الكتب المصرية

محل انتشار

القاهرة

وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول أَبُو تَمام الطَّائِي قصيدته البديعة: (السَّيْف أصدق إنباء من الْكتب ... فِي حَده الْحَد بَين الْجد واللعب) (وَالْعلم فِي شهب الأرماح لامعة ... بَين الْخمسين لَا فِي السَّبْعَة الشهب) (أَيْن الرِّوَايَة أم أَيْن النُّجُوم وَمَا ... صاغوه من زخرف فِيهَا وَمن كذب) وَكَانَ المعتصم يلقب بالثماني؛ فَإِنَّهُ ثامن خلفاء بني الْعَبَّاس، وَملك ثَمَانِي سِنِين وَثَمَانِية أشهر - وَزَاد بَعضهم: وَثَمَانِية أَيَّام -، وافتتح ثَمَانِيَة حصون. وَقيل: إِنَّه ولد فِي شعْبَان، وَهُوَ الثَّامِن من شهور السّنة، وَكَانَ نقش خَاتمه: الْحَمد لله، وَهِي ثَمَان حُرُوف، وبويع بالخلافة سنة ثَمَانِيَة عشر، ومولده سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة، وقهر ثَمَانِيَة أَعدَاء، ووقف بِبَابِهِ ثَمَانِيَة مُلُوك، وَخلف من الذَّهَب ثَمَانِيَة آلَاف ألف دِينَار، وَمن الدَّرَاهِم مثلهَا، وَخلف من الْجمال وَالْبِغَال ثَمَانِيَة آلَاف [رَأس]، وَمن الْخَيل [أَيْضا] ثَمَانِيَة آلَاف رَأس، وَمن المماليك ثَمَانِيَة آلَاف مَمْلُوك، [وَمن الْجَوَارِي كَذَلِك]، وَبنى ثَمَانِيَة قُصُور. وَكَانَ ذَا قُوَّة مفرطة، وَكَانَ إِذا غضب لَا يُبَالِي بِمن كثر أَو أقل. وَركب يَوْمًا؛ فَانْفَرد عَن جَيْشه - وَكَانَ يَوْم مطر شَدِيد -؛ فَرَأى شَيخا وَمَعَهُ حمَار وَعَلِيهِ حمل شوك، وَقد توحل الْحمار وَوَقع الْحمل؛ فَنزل المعتصم وخلص الْحمار من الوحل، وَوضع الْحمل على ظَهره، ثمَّ أدْركهُ الْجَيْش؛ فَأمر للرجل بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم.

1 / 149