139

مرد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

پژوهشگر

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

ناشر

دار الكتب المصرية

محل انتشار

القاهرة

فَقَالَ لَهَا: لعنك الله، أما تعرفين غير هَذَا؟ ﴿فَقَالَت: ظَنَنْت أَنَّك تحب هَذَا.
ثمَّ غنت:
(أما وَرب السّكُون والحرك ... إِن المنايا كَثِيرَة الشّرك)
(مَا اخْتلف اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا ... دارت نُجُوم السَّمَاء فِي الْفلك)
(إِلَّا لنقل السُّلْطَان عَن ملك ... قد زَالَ سُلْطَانه إِلَى ملك)
(وَملك ذِي الْعَرْش دَائِم أبدا ... لَيْسَ بفان وَلَا بمشترك)
فَقَالَ لَهَا: قومِي، لعنك الله؛ فَقَامَتْ، فتعست فِي قدح بلور لَهُ قيمَة فَكَسرته.
فَقَالَ: وَيحك يَا إِبْرَاهِيم﴾ أما ترى؟ وَالله مَا أَظن [أَمْرِي إِلَّا] قد قرب.
فَقلت: يُطِيل الله عمرك ويعز ملكك؛ فَسمِعت صَوتا من دجلة: قضى الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان؛ فَوَثَبَ الْأمين مغتما، وَرجع إِلَى مَوْضِعه بِالْمَدِينَةِ؛ فَقتل بعد لَيْلَة أَو لَيْلَتَيْنِ.
قلت: كَانَ قَتله بعد أَن خلعه طَاهِر بن الْحُسَيْن بأيام. ثمَّ قَتله طَاهِر [الْمَذْكُور] صبرا فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة بِظَاهِر بَغْدَاد، وطيف بِرَأْسِهِ.
وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وأياما. وبويع بالخلافة بعده أَخُوهُ [الْمَأْمُون]- رَحمَه الله تَعَالَى -.

1 / 141