موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية
موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية
ناشر
الجامعة الإسلامية
محل انتشار
بالمدينة المنورة. كلية الدعوة.
ژانرها
مهتمين بتاريخ السُنَّةِ واعتقدوا الشك في صحة الأحاديث وسعوا للكشف عما أسموه (المادة الأصلية للحديث).
أفاد من الثلاثة أحد المتضلعين بأصول اللغات السامية والتاريخ الإسلامي هو إجناس جولدتسيهر (١) الذي دَرَسَ بالأزهر، وهو مجري الجنسية يهودي الديانة، وقد اعتبره المستشرقون - ومن تأثر بهم - الرائد الأول في دراسة الحديث ونقده بالاستعانة بمنهج النقد التاريخي، حيث توصل إلى فكرة تطور الأسانيد والمتون في الفكر الإسلامي، ولا شك في أهمية تأثيره على سَيْرِ الدراسات الاستشراقية في حقل السُنَّةِ، ويرى أَنَّ وضع الحديث بدأ في جيل الصحابه المبكر، وإن كان يثبت وجود مادة أصلية، فهو يعترف بوجود أحاديث مكتوبة في الصحف في أيدي الصحابة، لكنه رغم ذلك يرى أَنَّ التدوين لِلْسُنَّةِ لم يبدأ إلا فى القرن الثانى (٢). وأن معظم الأحاديث - في رأي جولدتسيهر - وَضَعَتْهَا الفِرَقُ السياسية الكلامية والمذهبية في القرنين الثاني والثالث، لذلك هى تعكس تطور المسلمين السياسي والفكري خلال القرنين ولا تَمِتُّ غالبًا إلى القرن الأول بصلة، وَيُرَكِّزُ على الصراع بين الأمويين الذين يصورهم بصورة الطغاة الجهلة وبين العلماء الأتقياء وأنصار أهل البيت، ويتهم الزهري بوضع حديث «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ ...». وقد عَزَا جولدتسيهر أصول الإسلام إلى اليهودية والمسيحية، وأكد على تأثير الهلينية في تطور الإسلام، وتأثير القانون الروماني في نمو التشريع الإسلامي.
لقد صارت دراساته دستورًُا للمستشرقين من بعده، وقليل منهم انتقد بعض آرائه أو عدَّل فيها مثل فيوك Fueck (ت ١٩٣٩ م) وهوروفتس Horovitz (ت ١٩٣١ م)، أما الأكثرية الساحقة فاكتفوا بتعميق آرائه بإضافة براهين جديدة أو تعميمها على حقول جديدة مثل كيوم Cullaume ونيكلسون Nickolson وهاملتون جب Gibb وواط watt وفنسنك Wensink (ت ١٩٣٩ م).
وقد ركز فنسنك على أحاديث العقيدة في كتابه The Muslim Creed " العقيدة الإسلامية " في حين ركز جوزيف شاخت Schacht (ولد ١٩٠٢ م)
_________
(١) [" إجناس جولدتسيهر Ignas Goldziher ١٨٥٠ - ١٩٢١ يهودي ولد في المجر (هنغاريا)، درس في أشهر مدارس الاستشراق في برلين وليبزيغ وبودابست ثم رحل إلى سوريا سَنَةَ ١٨٧٣ حيث تتلمذ على العلاَّمة الشيخ طاهر الجزائري ثم نزح إلى فلسطين ومصر، ثم درس اللغة العربية على شيوخ الأزهر وقد شهد له علماء الغرب بطول الباع وَبُعْدِ النظر. له مؤلفات عديدة في الفِرَقِ الإسلامية والفقه].
(٢) إِنَّ دراسات سيزكين وحميد الله والأعظمي تُفَنِّدُ ذلك بالطبع.
1 / 71