2 : «في محاضرة أمس وردت كلمة «بابل» أو ورد تعبير مرادف لهذه الكلمة.»
44
وتحويل الكلام على هذا النحو - من صورته الغامضة إلى صورته الواضحة - يسميه «كارناب» تحويلا للعبارة من الأسلوب المادي
45
إلى الأسلوب الصوري، ويقول إن العبارات الفلسفية [الميتافيزيقية] كلها ينكشف أمرها بهذا التحويل، فعندئذ ترى أن كل ما يسمونه بالمشكلات الفلسفية ليس إلا حديثا عن هذه اللفظة أو تلك، وليست هي بالحديث عن هذا الشيء أو ذاك، بحيث يمكن مراجعة الأشياء لقبول الحديث أو رفضه.
وهاك عدة أمثلة لترجمة العبارات من أسلوبها المادي إلى أسلوبها الصوري.
46
مثل 1: (الأسلوب المادي) كانت محاضرة الأمس عن بابل. (الأسلوب الصوري) في محاضرة الأمس وردت كلمة «بابل» أو ما يرادفها.
مثل 2: (الأسلوب المادي) كلمة «الليث» تدل على الأسد. (الأسلوب الصوري) كلمة «الليث» وكلمة «الأسد» مترادفتان، أي يمكن إحلال الواحدة مكان الأخرى أينما وجدناها.
لاحظ أن الأسلوب الصوري في هذا المثل يوضح لنا كيف أن العبارة الأولى (في أسلوبها المادي) لا تعني منطقيا وجود شيء في عالم الأشياء، فلو ثبت أن ليس هنالك «شيء» في الخارج يقابل كلمة الأسد، لظلت العبارة قائمة، وهي أن كلمة الليث مرادفة لكلمة الأسد.
صفحه نامشخص