إننا في تكويننا للغة التي نقرر فيما بيننا أن تكون أداة للتفاهم، نكون عندئذ أحرارا في أي القواعد نضع لهذه اللغة كي تكون أداة صالحة مستقيمة وافية موفية لأغراضها، حتى إذا ما تمت هذه الخطوة لم يعد لنا مجال للاختيار، وها هنا - كما يقول كارناب - لا تظل مبادئ المنطق أمرا جزافا، بل تصبح ضرورية الصدق، ويرجع صدقها الضروري هذا إلى أن القواعد السمانطيقية، التي استخدمناها في بناء العبارات ذوات الدلالة تكفي وحدها لبيان صدقها ،
33
فمبادئ المنطق الصوري نتائج تلزم بالضرورة عن القواعد السمانطيقية التي وضعت لتخلع على العبارات اللغوية معانيها، ولما كانت هذه القواعد السمانطيقية ثابتة أبدا، كانت النتائج المترتبة عليها - أعني مبادئ المنطق الصوري - صادقة هي الأخرى صدقا لا يخطئ.
خذ لذلك مثلا هذا المبدأ الآتي من مبادى المنطق الصوري: «إذا كانت كل ص
1
هي أيضا ص
2 ، ثم إذا كانت كل ص
2
هي أيضا ص
3 ، فإن كل ص
صفحه نامشخص