موعظه حسنه
الموعظه الحسنة
ژانرها
ومما يدل على إمامته عليه السلام حديث الوصاية، وقد صح إجماع العترة عليهم السلام على أنه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى إلى علي عليه السلام وإجماعهم حجة قطعية، مع أن أخبار الوصاية قد بلغت في الشهرة قريب التواتر، روى ذلك المنصور بالله عليه السلام من ست طرق، واستدل على ذلك من جهة الشرع أن الله تعالى أوجب الوصية وحث عليها جميع المسلمين، فكيف يجوز أن يخل صلى الله عليه وآله وسلم بأمر أوجبه الله على سائر المسلمين، وإذا صحت وصايته لم يصح أن يكون إمام غيره مع وجوده لأن معظم الوصاية في أمته صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أولى بهم من أنفسهم وإقامة من يقوم مقامه منهم إذ لا يجوز أن يتركهم هملا يضطربون ويختلفون من دون أن يبين لهم من إليه يرجعون وقد قال تعالى ? اليوم أكملت لكم دينكم?(المائدة:3)، وأين الكمال إذا تركهم محتارين مع علمه بأن الآراء لا تتفق، وأن القلوب لا تتحد، وأن الفتنة قد تنتشر، حاشا الله ورسوله، بل قد تركنا على بيضاء واضحة،وغراء لائحة، ليلها كنهارها، وقد بين ما هو دون هذه المسألة بدرج بعيدة فما ظنك في هذه المسألة التي هي من أمهات مسائل أصول الدين وعليها تدور رحا الإسلام والشرائع والأحكام، بل قد بينها أوفى بيان، ونوه بذكر خليفته الوصي عليه السلام في كل أوان في مواقف عديدة ومدة مديدة، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( وأبوهما خير منهما ))، وكحديث البساط، والعمامة، والراية، والرمانة، والطائر، والسطل، والعقيق، والكوكب، وقل هو الله أحد، وحديث لو أن الغياض أقلام، وخبر المؤاخاة، والأخبار الدالة على عصمته عليه السلام، والخبر المروي في قوله تعالى ?وأنذر عشيرتك الأقربين ?(الشعراء: 214)، وقصة براءة ، وفتح خيبر، والموارثة، والأخبار الدالة على أنه سيد العرب، وأنه خلق من نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وحديث المناشدة، وأحاديث الإثني عشر من الصحابة، وغير ذلك، وإن من الأدلة على إمامته عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ما تواتر معنى من الأخبار المصرحة بالإمامة من رواية الموالف والمخالف ما لا يسعه هذه الأوراق وإن تعامى عنه من تعامى:
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك، وناهيك أنه عليه السلام في محاسن أخلاقه وخلائقه وفواضله وفضائله قد فاق الكل من الصحابة كما قال الشاعر:
فلو لم يكن نص لقدمه الفضل ...الخ
وأما الإجماع : فقد انعقد إجماع أهل البيت عليهم السلام على أنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل وإجماعهم حجة قاطعة كما ثبت ذلك في مواضعه.
صفحه ۴