============================================================
التهيد اللصل الثانى: التعريف بكتاب تاريخ دمشق المبحث الثايي: تاريخ، ومراحل تأليفه، وحجمه: يبدو لأول وهلة القول أن ابن عساكر قد وضع تصوره العام لموضوع كتابه في فترة مبكرة، وإلى هذا ذهب المنذري، فقال: 1ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه، وشرع في الجمع من ذلك الوقت8(1).
ولا يمكن الأخذ بمثل هذا القول بدون دليل قاطع، وبرهان ساطع، فابن عساكر في مقدمة كتابه لم يفصح عن شيء من هذا، وكل ما ذكره قوله: "أما بعد، فإني كنت بدأت قديما بالاعتزام، لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام، على جمع تاريخ لمدينة دمشق أم الشام، فبدأت به عازما على الإنحاز له والاتمام"(2).
وقد وهم صلاح الدين المنحد(2)، إذ جعل سنة تسع وعشرين وحمس مئة تاريخ الشروع به، فقال: "على أننا استطعنا أن تحدد تاريخ الشروع به، فرفيقه السمعاني يتحدث عن الحافظ في رحلته إلى بلاد العجم فيقول: ادخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت معجمه والمجالسة للدينوري، وكان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق". فمت دخل السمعاي نيسابور؟ يحبرنا هو عن ذلك فيقول: القيته بنيسابور أول ما وردقا سنة تسع وعشرين. وقد رأينا أن رحلة ابن عساكر كانت سنة (1) ابن خلكان: (وفيات الأعيان 310/3).
(2) تاريخ دمشق (4،3/1) تحقيق العمروي: (3) وتبعه على ذلك كل من كتب بعده.
صفحه ۷۶