============================================================
التمهيد - الفصل الأول: التعريف باين صاكر من البلاد؛ منها نيسابور ، وهراق، ومرو، وبلخ، وطالقان ونسا، وآبيورد، وسرخس، وما يتخلل ذلك من المدن التي دون هر جيحون(1).
فبدا بنيسابور اليي حل ها في شعبان، فسمع أبا عبدالله محمد بن الفضل الفراوى (ت 530) الذي كان المقصود بالرحلة الثانية، قال ابن عساكر: "وإلى الإمام محمد الفراوي كانت رحلتي الثانية، لأنسه كان المقصود بالرحلة في تلك الناحية، لما اجتمع فيه من علو الإسناد، ووفور العلم، وصحة الاعتقاد، وحسن الخلق، ولين الجانب، والإقبال بكليته على الطالب، فأقمت في صحبته سنة كاملة، وغنمت من مسموعاته فوائد حسنة طائلة"(2).
ويبدو أن الفراوى ضحر في أول الأمر من إقبال ابن عساكر عليه، فروي عنه أنه قال: قدم علينا ابن عساكر، فقرأ على في ثلاثة أيام فأكثر، فأضحرني، وآليت أن أغلق بابي وأمتنع، جرى هذا الخاطر لي بالليل، فقدم من الغد شخص، فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك، رأيته في النوم، فقال: امض إلى الفراوى، وقل له: إن قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي، فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل. قال: فما كان الفراوي يقوم حى يقوم الحافظ أولا(3).
وقد سمع ابن عساكر من الفراوي صحيحى البخاري ومسلم، (1) ياقوت: (معجم البلدان 350/2).
(2) تبيين كذب المفتري (ص 4 32، 325).
(3) الذهي: (سير: 564/2، 565).
صفحه ۴۶