مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى
مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
وإخلاصه، ومن مواقفه ﵀.
موقفه مع أهل الكلام ودفاعه عن علم الكتاب والسنة:
وقف الشافعي ﵀ موقفًا حكيمًا مسددًا مع أهل الكلام (١)، فقال ﵀:
«حكمي في أهل الكلام: أن يضربوا بالجريد والنعال، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في الأسواق والعشائر، ينادى عليهم ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على علم الكلام» (٢).
وقال: «مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد» (٣).
_________
(١) العلم بالدين علمان: العلم بالأمور الخبرية الاعتقادية، كالعلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأخبار الأنبياء، وأحوال الملائكة وصفاتهم وأعمالهم، ويدخل في ذلك الجنة والنار ... والجدال في هذا القسم بالعقل يسمى: كلامًا.
الثاني: الأمور العملية من أعمال الجوارح والقلوب كالواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات والمباحات، وهذا من جهة كونه علمًا واعتقادًا أو خبرًا صادقًا أو كاذبًا يدخل في القسم الأول، ومن جهة كونه مأمورًا به أو منهيًا عنه يدخل في القسم الثاني. انظر: فتاوى ابن تيمية، ١١/ ٣٣٥، ٣٣٦، ١٩/ ١٣٤.
فالجدال في علم العقائد يسمى كلامًا، والسلف الصالح حينما يذمون علماء الكلام فهم يريدون من يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين، عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذمه الشافعي ﵀. انظر: فتاوى ابن تيمية، ١٢/ ٤٦٠، ٤٦١.
(٢) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ١٠/ ٢٩، والبداية والنهاية، ١٠/ ٢٥٤، وفتاوى ابن تيمية، ١٦/ ٤٧٣.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء، ١٠/ ٢٩.
1 / 25