ولد تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي بن عبد القادر العبيدي المقريزي في القاهرة سنة ٧٦٦ هـ / ١٣٦٣ م. تتلمذ على ابن خلدون وغيره. فبدأ دراساته بعلوم الشريعة وكان على خلاف أستاذه ابن دُقماق الحنفي، شافعيًا متعصبًا. أخذ علوم الحديث في القاهرة في عهد المراهقة ثم تلقى سائر العلوم. تولّى في القاهرة منصب القضاء ثم الاحتساب. هاجر إلى دمشق وتصدى للتدريس وشؤون الأوقاف في سنة ٨١١ هـ. وبعد عشر سنوات عاد إلى القاهرة ومن حينها قضى وقته بالتأليف في مجال التاريخ حيث كان شديد الحب بهذا العلم. وفي عام ٨٣٤ هـ سافر مع عائلته إلى الحج وبقي في الحجاز مدة تعرف فيها على السعودية والحبشة وهذا ما هو ظاهر في مؤلفاته التاريخية. وفي سنة ٨٣٩ هـ عاد من الحجاز إلى القاهرة وبقي فيها حتى سنة ٨٤٥ هـ وهي سنة وفاته.
كان المقريزي يتمتع بشخصية مرموقة بين سائر المؤرخين الإسلاميين المصريين من حيث دقته في الرواية ونشاطه الواسع وعمله الدؤوب وسعة دائرة أبحاثه ودراساته واهتمامه الفائق بالجانب الاجتماعي والإحصائيات السكانية التاريخية، ويمكن عدّه إلى حدّ ما مؤسسًا لمدرسة تاريخية كان لها ازدهارها في مصر آنذاك وبزغت منها أسماء مشرقة كالعيني وابن حجر من معاصري المقريزي، وأبي المحاسن، تلميذة وندّه بعد ذلك، والتنحاوي الذي كان متأخرًا عنه وغير متفائل به، ثم السيوطي وبالتالي ابن إياس الذي شهد الفتح العثماني.
كان المقريزي ولعًا بالتاريخ وخلافًا لسائر المؤلفين العرب، لم يكتب في أي مجال آخر سوى التاريخ.
صفحه نامشخص