وقد جاء نبي الإسلام ممجدا للسيد المسيح، يسميه روح الله، ويجدد رسالته؛ لأنها رسالة الله.
وبعد تأويلات شتى من قبيل ما تقدم، تختتم الجماعة الأحمدية بحثها بالإشارة إلى ما جاء في الإصحاح الثالث من أعمال الرسل، الذي ينبئ عن تتابع النبوءات من صمويل إلى السيد المسيح بظهور نبي - كموسى الكليم - صاحب شريعة يحقق الوعد لأبناء إبراهيم، ويبارك جميع قبائل الأرض، ويكون هذا النبي من إخوة بني إسرائيل لا منهم، فهو من ذرية إسماعيل لا من ذرية إسحاق. •••
إن أبناء الهند وأبناء فارس - كما قدمنا - قد توفروا على هذا الدأب في استخراج خفايا الكلمات والحروف، والمقابلة بين المضامين والتأويلات، وإتمام أجزاء منها بأجزاء متفرقة في شتى المصادر والروايات، ولكنهم لم ينفردوا بالبحث في هذه النبوءات وهذه الطوالع خاصة، وجاراهم فيها الباحثون من سائر الأمم، واجتمعت في كتاب «فتح الملك العلام في بشائر دين الإسلام»
2
متفرقات لم ترد فيما أسلفناه من البحوث الهندية، أو وردت عن منهج غير منهجها، نلخص بعضه فيما يلي ولا نستقصيه؛ لأنه يقع في أكثر من مائتين وستين صفحة.
يعتمد المؤلفان على الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين؛ إذ جاء فيه أن أبناء إسماعيل سكنوا «من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو آشور»، فهم إذن سكان الحجاز؛ لأن الحجاز هو الأرض التي بين شور وحويلة؛ إذ كانت حويلة في اليمن، كما جاء في الإصحاح العاشر: «إن يقطان ولد الموداد، وشالف، وحضرموت، ويارح، وهدورام، وأوزال، ودقلة، وعوبال، وأبيمايل، وشبا، وأوفير، وحويلة، ويوباب، جميع هؤلاء بنو يقطان» سكان الأرض اليمانية.
ويعتمدان كذلك على وعد إبراهيم الخليل في سفر التكوين؛ «لأنه بإسحاق يدعى لك نسل، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك» ... وإنما شرط الوعد لأبناء إسحاق باتباع وصايا الرب، وألا يعبدوا إلها غيره، وإلا فهم يبيدون سريعا عن الأرض الجيدة، كما جاء في الإصحاح الحادي عشر من سفر التثنية. وقد عبد القوم أربابا غير الله، واتخذوا الأصنام والأوثان، كما جاء في مواضع كثيرة من كتب العهد القديم.
ومما اعتمد عليه المؤلفان رؤيا النبي دانيال.
وفي الإصحاح التاسع منها يقول: «سبعون أسبوعا مقضية على شعبك وعلى مدينتك المقدسة؛ لتكميل المعصية، وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القديسين؛ فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة، وبعد اثنين وستين أسبوعا يقطع المسيح. وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس، وانتهاؤه بغمارة، وإلى النهاية حرب وخراب ... وعلى جناح الأرجاس.»
وهذه الخاتمة هي التي تتم، كما جاء في سفر أشعيا، «على يد شعب بعيد من أقصى الأرض»، أو كما جاء في سفر التثنية: «إن الرب يجلب أمة من بعيد من أقصى الأرض ... ثم يردهم إلى مصر في سفن.»
صفحه نامشخص