مطلب حمید
المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد
ناشر
دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة
شماره نسخه
الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م
ژانرها
عقاید و مذاهب
وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ والآية الثانية وقال: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
وإن قال أنا أسأله لأنه أقرب مني إلى الله ليشفع لي لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم ولذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
وقد قال سبحانه: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ﴾ إلى قوله: ﴿تُرْجَعُونَ﴾ وقال: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ﴾ وقال: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ .
فبين الفرق بينه وبين خلقه فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير بمن يكرم عليه فيسأله ذلك الشافع فيقضي حاجته إما رغبة وإما رهبة وإما حياء وإما غير ذلك فالله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل إلا ما يشاء وشفاعة الشافع عن إذنه والأمر كله لله فالرغبة يجب أن تكون إليه كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ والرهبة تكون منه قال تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ وقال: ﴿فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ وقد أمرنا أن نصلي على النبي ﷺ في الدعاء وجعل ذلك من أسباب إجابة دعئنا.
وقول كثير من الضلال هذا أقرب إلى الله مني وأنا بعيد منه لا يمكن
1 / 85