مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ وقال تعالى: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ والآيات في هذا المعنى كثيرة تفوق الحصر وكل هذه الأمور من خصائص الربوبية والإلهية ألتي بعث الله رسله وأنزل كتبه لبيانها واختصاصها لله سبحانه دون كل من سواه وقال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ وقوله في آية الكرسي: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ فقد أطلع من شاء من أنبيائه ورسله على ماشاء من الغيب بوحيه إليهم فمن ذلك ما جرى من الأمم السالفة وما جرى عليهم كما قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا﴾ وكذلك ما تضمنه الكتاب والسنة من أخبار المعاد والجنة والنار ونحو ذلك أطلع الله عليه رسوله والمؤمنين عرفوه من كتاب الله وسنة رسوله وآمنوا به وأما إحاطة العلم بالمعلومات كلياتها وجزئياتها وما كان منها وما وما لم يكن فذاك إلى الله وحده لا يضاف إلى غيره من خلقه فمن ادعى ذلك لغير الله فقد أعظم الفرية على الله وعلى رسوله ﷺ فما أجرأ هذا القاتل على الله في سلب حقه وما أعداه لرسول الله ﷺ ولمن تولاه من المؤمنين والموحدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: وذكر قول عمر بن الخطاب ﵁ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه ووقع فيه وأقره
1 / 45