مطلب حمید
المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد
ناشر
دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة
شماره نسخه
الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م
ژانرها
عقاید و مذاهب
[يونس: ٣١] وقوله: ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [المؤمنون: ٨٤] الآيات. فإذا أقروا أن الله رب كل شيء ومليكه وأنه المتصرف في جميع خلقه لزمهم أن يعبدوه١ وحده فإن الإقرار بهذا التوحيد يستلزم الإقرار بالنوع الآخر ولا بد منهما جميعا.
وأما الثالث من أنواع التوحيد: فهو أن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به٢ رسوله على ما يليق بجلال الله إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل فإن صفات الرب تعالى وأسماءه٣ تدل على كمال الرب تعالى وتنفي عن الله ما نفى عن نفسه ونفى عنه رسوله ﷺ من كل ما ينافي كمال حياته وقوميته وكمال غناه كما نزهه الله نفسه ونزهه٤ عنه رسوله ﷺ كما قال: ِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] وقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص] .
وكما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح "أن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام" الحديث٥ ونحو هذا – مما نزه الله عنه نفسه ونزهه الله عنه رسوله صلى الله عليه وسلم٦- كثير في الكتاب والسنة فالمهديون المؤمنون يثبتون ما أثبته الله ورسوله من معاني أسمائه وصفاته على ما يليق بجلاله وينفون عنه مشابهة المخلوقين وسمات المحدثين وينفون عنه ما نفى عن نفسه ونفاه عنه رسوله ﷺ من كل ما لا يليق به والله أعلم.
فما أعز من يعرف حقيقة التوحيد بل ما أعز من لا يعادي من عرفه ودعا إليه فلقد عم الجهل بالتوحيد حتى نسب أهله إلى الابتداع ونسب من أنكره إلى الاتباع.
وما أحسن ما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: – لما ذكر حديث "بدأ
_________
١ الأصل: لزمه أن يعبده.
٢ "ط": به. ساقطة.
٣ الأصل: وأسمائه. تحريف.
٤ "ط": ونزهه. تحريف.
٥ ما بينهما معلق في هامش الأصل وعليه كلمة صح.
٦ قطعة من حديث أخرجه مسلم في الصحيح رقم ١٧٩ وابن ماجة في السنن رقم ١٨٣ وأحمد في المسند ٤/٤٠٥،٤٠١،٣٩٥ وابن خزيمة في كتاب التوحيد رقم ١٠١،١٠٠،٣٢،٢٨ وابن منده في كتاب الإيمان رقم ٧٧٥-٧٧٩ من حديث أبي موسى.
1 / 121