مطلب حمید
المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد
ناشر
دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة
شماره نسخه
الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م
ژانرها
عقاید و مذاهب
خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ١.
[و] ٢ قال تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ﴾ [الأنعام: ١٤] وقال تعالى: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٤-٦٦] وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا﴾ [الأنعام: ١٦١- ١٦٤] .
وهذا التوحيد كثير في القرآن وهو أول الدين وآخره وباطن الدين وظاهره وذروة سنام هذا الدين٣ لأولي العزم من الرسل ثم للخليلين محمد وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم.
فقدت ثبت عن النبي ﷺ من غير وجه أنه قال: "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" ٤ وأفضل الرسل بعد محمد إبراهيم كما ثبت في الصحيح عنه أنه قال عن خير البرية: "إنه إبراهيم"٥
وهو الإمام الذي جعله الله إماما وجعله أمة والأمة القدوة الذي يقتدى به فإنه حقق هذا التوحيد وهو الحنيفية ملة قال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا
_________
١ البخاري في الصحيح رقم ٧٤٩٩،٧٤٤٢،٧٣٨٥،٦٣١٧،١١٢٠ ومسلم في الصحيح رقم ٧٦٩ وأخرجه أحمد في المسند ١/٣٠٨،٢٩٨ من حديث ابن عباس.
٢ إضافة من المنهاج.
٣ المنهاج: التوحيد.
٤ ينظر تخريجه في فتح المجيد.
٥ أخرجه مسلم في الصحيح رقم ٢٣٦٩ وأحمد في المسند ٣/١٨٤،١٧٨ من حديث أنس.
1 / 117