وصَعَدنا إلى السماء ارتفاعًا ... وهبطنا إلى القرار حُدورا
وقضينا مناسكَ الهمّ فيه ... ونفرنا من الكروب نفورا
فأول عقبة تلقّيناها عقبة بَغْرَاص ذات الجموح والشماص، فما حصل منها النجاة والخلاص، حتى زالت الشمس ولات حين مناص، وهي مشتملة على أشجار خضرة، ومفاوز مقفرة، ومسالك مزلة وعرة، ودورات ولفتات وعطفات وفتلات، وفي آخرها خان ومقيل وأشجار عظيمة تحتها ظل ظليل ونسيم يشفي العليل، (ومياه كثيرة) خصرة تروي الغليل، وهناك مسجد قديم البنيان، يجري الماء فيه في مثل الشاذروان، ويتحدر في ذلك المكان على حصباء كالدر والمرجان، وقد قيل:
وتحدّثَ الماءُ الزلالُ مع الحصا ... فجرى النسيمُ عليه يسمع ما جرى
وكأن فوقَ الماء وشيًا ظاهرًا ... وكأن تحت الماء دُرًّا مُضْمَرا
فيا له من نعيم في عقاب ورحمة بعد عذاب، وراحة في بؤس، وبشر في عبوس،
1 / 82