سلّم عليَّ مرارًا وتردد، ولا شكك في اعتقاده ولا تردد، وتقرّب وتحبّب وتودّد، وسأل مسائل على وجه الاستفادة في أنواع العلوم، وسأل في القراة بعد القدوم، ثم أضافنا إلى مدرستهم الشرفية، وقدّم سِمَاطًا هائلًا بأنواع المبرات آهلًا وبأصناف الطيبات حافلًا.
ومنهم صاحبنا الشيخ العالم الفاضل والأوحد البارع الكامل ذو القريحة الوقادة، والفطنة النقادة، والطبيعة المنقادة، الفائق في حسن الخبر والمخبر، شمس الدِّين محمد بن خليل بن الحاج علي بن أحمد بن محمد بن قَنْبَر، اجتمع بي في دِمَشْق الشّام المحروس، وحضر عندي بعض مجالس الدروس، ولم تزل مكاتباته تفد إليّ وترد كل وقتٍ عليّ، وكاتبته بمكاتبة لطيفة فيها نكت ظريفة حكيتها في تذكرتي، وسمع بحَلَب قصيدتي القافيّة على التمام، وقد اهتم بقضاء أشغال لنا غاية الاهتمام، فجزاه الله عنّا جزاء الحسنى.
ومنهم الشيخ الصَّالح المعتقد، زين الدِّين عمر بن الشيخ الصَّالح يحيى ابن الشيخ الصَّالح العارف بالله تعالى سيدي محمد الكواكبيّ البيريّ الرحبيّ، حضر هو وأهله وأهل حارته وسلّم، وعزم علينا لزاوية جده بالجلّوم وصمم، فذهبنا إليها يوم الجمعة تاسع عشرين رمضان المعظم، واستمرينا عندهم وهم لا يمكنونا من التحول
1 / 66