مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
ژانرها
صرح الحديث النبوي على ما أوردتموه، وهذه الصفة لم توجد فيه فإن اسم أبيه الحسن واسم أبي النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) عبد الله واين الحسن من عبد الله، فلم توجد هذه الصفة التي هي جزء من العلامة والدلالة وإذا لم يوجد جزء العلة لا يثبت حكمها فإن الصفات الباقية لا تكفي في إثبات تلك الأحكام، إذ النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لم يجعل تلك الاحكام ثابتة إلا لمن اجتمعت تلك الصفات فيه كلها التي جزؤها مواطأة اسمي الابوين في حقه، وهذه لم تجتمع في الحجة الخلف فلا تثبت تلك الاحكام له وهذا إشكال قوي.
والجواب : لا بد قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين بينى عليهما الغرض.
الأول: أنه شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى، وقد نطق القرآن الكريم بذلك فقال (تعالى): ملة أبيكم إبراهيم وقال (تعالى) حكاية عن يوسف ((عليه السلام)): واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ونطق بذلك النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في حديث الإسراء أنه قال: «قلت من هذا قال: أبوك إبراهيم»، فعلم أن لفظة الأب تطلق على الجد وإن علا فهذا أحد الأمرين:
الأمر الثاني: إن لفظة الاسم تطلق على الكنية وعلى الصفة وقد استعملها الفصحاء ودارت بها ألسنتهم ووردت في الأحاديث حتى ذكرها الإمامان البخاري ومسلم ((رضي الله عنهما)) كل منهما يرفعه إلى سهل بن سعد الساعدي ((رضي الله عنه))، أنه قال عن علي ((رضي الله عنه)): أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) سماه بأبي تراب ولم يكن له اسم احب إليه منه، فأطلق لفظة الاسم على الكنية ومثل ذلك قال الشاعر:
اجل قدرك أن تسمى مؤنثة
ومن كناك فقد سماك للعرب
ويروى: ومن يصفك فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة وهذا
صفحه ۳۱۸