مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
ژانرها
وجرت له وقائع وقضايا لا حاجة إلى ذكرها، وآل الأمر [إلى] أن الحسين ((عليه السلام)) توجه بنفسه وأهله وأولاده إلى الكوفة ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وكان عند وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة واجتماع الشيعة عنده وأخذه البيعة للحسين ((عليه السلام))، كتب والي الكوفة وهو النعمان بن بشير إلى يزيد بذلك، فجهز عبيد الله بن زياد إلى الكوفة فلما قرب منها تنكر ودخل ليلا وأوهم أنه الحسين ((عليه السلام)) ودخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز، فصار يجتاز بجماعة جماعة يسلم عليهم ولا يشكون في أنه هو الحسين ((عليه السلام))، فيمشون بين يديه ويقولون: مرحبا يا بن رسول الله قدمت خير مقدم. فرأى عبيد الله من تباشيرهم بالحسين ما ساءه وكشف أحوالهم وهو ساكت، فلما دخل قصر الإمارة وأصبح، جمع الناس وقال وأرعد وأبرق وقتل وفتك وسفك وانتهك وعمله وما اعتمده مشهور في تخيله حتى ظفر بمسلم بن عقيل وقتله، وبلغ الحسين ((عليه السلام)) قتل مسلم وما اعتمده عبيد الله بن زياد وهو متجهز للخروج إلى الكوفة فاجتمع به ذو النصح له والتجربة للأمور وأهل الديانة والمعرفة، كعبد الله بن عباس وعمرو بن عبد الرحمن بن الحرث المخزومي وغيرهما ووردت عليه كتب أهل المدينة من عبد الله بن جعفر وسعيد بن العاص وجماعة كثيرين، كلهم يشيرون عليه أن لا يتوجه إلى العراق وأن يقيم بمكة، هذا كله والقضاء غالب على أمره والقدر آخذ بزمامه. فلم يكترث بما قيل له ولا بما كتب إليه، وتجهز وخرج من مكة يوم الثلاثاء وهو يوم التروية الثامن من ذي الحجة، ومعه اثنان وثمانون رجلا من أهله وشيعته ومواليه، فسار فلما وصل إلى الشقوق وإذا هو الفرزدق الشاعر وقد وافاه هنالك، فسلم عليه ثم دنا منه فقبل يده فقال له الحسين ((عليه السلام)):
من أين أقبلت يا أبا فراس؟ فقال: من الكوفة فقال: كيف تركت أهل الكوفة؟ قال خلفت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، وقد قل الديانون والقضاء ينزل من السماء والله يفعل في خلقه ما يشاء. وجرى
صفحه ۲۵۹