لم يعد هذا بيتا، فكل ما به قد تلاشى ولم يخلف بعده أثرا؛ فقد اتخذ مولاي بيت الملك بيتا له، وسيدتي البائسة تذيب حياتها في قطرات دموعها وحيدة في مخدعها، لا تزعزعها الحجج يدلي بها خليلاتها لتخفف عن نفسها الحزينة.
ميديا :
وددت لو أن صاعقة من السماء نزلت برأسي! لماذا أريد أن أحيا بعد هذا؟! ما أشد شقوتي! مرحبا بالموت ينقذني برفق من هذه الحياة البغيضة.
الجوقة :
ربي جوف، أيتها الأرض، أيها النور، هل سمعتم هذا الصوت الحزين، صوت هذه السيدة البائسة؟ لماذا تندفعين مولاتي مع قوة الحب الزوجي العنيفة، وتقسين على نفسك وتسارعين بها إلى الموت؟ ارغبي عن هذا. وإذا كان زوجك الآن يسحره سرير غير سريرك، فلا تحملي إساءته في سويداء قلبك؛ فإن جوف سينتقم لك، فلا تجعلي قلبك فريسة للأحزان.
ميديا :
اشهدي يا ثيمس العتية، واشهدي يا ديانا المقدسة، اشهدا ما أعاني من هذا الزوج الدنيء اللعين رغم الأيمان المقدسة التي قيدته بها! كم أتمنى لو رأيته وعروسه يوما مقطعين في بيتهما إربا إربا؛ فقد أرادا أن يسيئا إلي إلى هذا الحد ولم أستفز غضبهما. وا أسفاه على أبي! ويا حسرتاه على وطني الذي هجرته في فرار مشين بعدما ذبحت أخي!
مربية :
هل سمعتم دعاءها، وكيف تناشد ثيمس التي لا تنفك تصغي لنذور الضارعين، كما تناشد جوف الذي ينتقم من الإنسان الفاني على حنثه في اليمين. محال أن يعرف غضبها الملتهب فترة من سكون.
الجوقة :
صفحه نامشخص