لا بالمجاز، كما هو حد الإنسان إذا كان حيا، وكما أن ظاهر صورة الإنسان تثنى بلسانها على روحها ونفسها، والمدبر لها، كذلك جعل الله تعالى صورة العالم تسبح بحمده، ولكن لا نفقه تسبيحهم، لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور، فالكل ألسنة الحق، ناطقة بالثناء على الحق، ولذلك قال: الحمد لله رب العالمين، أي: إليه ترجع عواقب الثناء، فهو المثني والمثنى عليه شعر.
فإن قلت بالتنزيه، كنت مقيدا ... وإن قلت بالتشبيه، كنت محددا
وإن قلت بالأمرين، كنت مسددا ... وكنت إماما في المعارف سيدا
فمن قال بالإشفاع، كان مشركا١ ... ومن قال بالإفراد، كان موحدا
فإياك والتشبيه، إن كنت ثانيا ... وإياك والتنزيه إن كنت مفردا
فما أنت هو٢، بل أنت هو٣، وتراه في ... عين٤ الأمور مسرحا ومقيدا
_________
١ أي: من آمن بوجود الحق، وبوجود الخلق على أنهما وجودان متغايران أو حقيقتان منفصلتان متباينتان؛ فهو مشرك. لأنه جعل وجود الخلق، غير وجود الحق، وجعل الحق غير الخلق أي: جعل الواحد اثنين، وغاير بين الإله وبين نفسه وهذا شرك عند الصوفية. أما الموحد عندهم فهو من يؤمن بأن الحق عين الخلق، وجودا وماهية.
٢ باعتبار الإطلاق.
٣ باعتبار التعين. ولاحظ التناقض المتوتر بين السلب والإ يجاب اللذين يجعلهما ابن عربي شيئا واحدا.
٤ في الأصل: عيون.
1 / 44