مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
ژانرها
51
وبعد طول انتظار تم افتتاح مسرح دار التمثيل العربي الجديد كمقر جديد لفرقة عكاشة، فكان افتتاح خير على الفرقة، حيث قدمت أقوى موسم لها حتى الآن. وعن هذا الافتتاح قالت جريدة «مصر» في 28 / 10 / 1914:
سيحتفل في الساعة التاسعة من مساء اليوم بافتتاح دار التمثيل العربي الجديد، لأصحابه حضرات الأفاضل آل عكاشة، الكائن أمام الباب البحري لحديقة الأزبكية، باحتفال حافل، بعد تشييده مثل المراسح الأوروبية، من حيث الترتيب والزخرفة، وقد أعدوا له مناظر وملابس جديدة من الخارج. ولا يسعنا في هذا المقام إلا الثناء على حضراتهم. وسيمثل في حفلة اليوم فصل واحد من إحدى روايات الجوقة الأدبية، وبعض قصائد يلقيها بعض الخطباء، وقصائد ينشدها أفاضل الشعراء. ولا شك أن هذه الحفلة التي يفتح بها هذا الجوق ستكون بالغة منتهى الأبهة والجمال. ولا يفوتنا الثناء على حضرة الفاضل محمد عبد الغني، صاحب اليد البيضاء في تقدم هذا الجوق، فهو يقابل الزائرين بما جبل عليه من كرم الأخلاق وحسن الذوق، فنتمنى لهذا الجوق النجاح.
وعلى هذا المسرح قدمت الفرقة طوال هذا الموسم مجموعة كبيرة من المسرحيات القديمة والجديدة في حفلاتها النهارية والليلية، ومن المسرحيات القديمة: «عائدة»، «بائعة الخبز»، «اليتيمتين»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عظة الملوك»، «اللص الشريف»، «البرج الهائل»، «عواطف البنين»، «القضاء والقدر»، «ماري تيودور»، «تسبا»، «ضحية الغواية»، «هملت»، «مغائر الجن»، «سارقة الأطفال»، «البريئة المتهمة»، «تليماك»، «غانية الأندلس»، «شهداء الغرام»، «القضية المشهورة».
52
أما المسرحيات الجديدة التي قدمتها الفرقة، فهي: «شهادة الميت»، «لأجل الشرف» أو «هكذا عدل الناس» تعريب إلياس فياض، «نجلاء العين»، «عفيرة» تأليف عبد الحليم دلاور، «بريد ليون» أو «عبرة القضاء» تعريب محمود صادق حسن، «الحب والحيلة» تأليف حافظ نجيب، «أورلنده ملكة بولونيا» تأليف كاتول مانديس وتعريب حسن ثابت،
53 «جناية الملكة»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» تأليف فرح أنطون، «النساء العالمات» لمحمد عثمان جلال، «ورقة الآس» تأليف الشاعر أحمد شوقي، «بنات الشوارع» تأليف فرح أنطون، «أبو الحسن المغفل» لمارون النقاش.
54
وكأمثلة لموضوعات هذه المسرحية نجد مسرحية «عفيرة» تدور أحداثها حول الأشعث بن الضحاك، الذي أحب غادرة زوجة صديقه ، فرزق منها عفيرة، وكانت ذات جمال ودلال، فأحبها نحيح بن معن أخوها من أمها، على غير علم منه بذلك. فحالت غادرة بين الحبيبين مخافة الارتباط المحرم، فأرغمت عفيرة على الرحيل، ففارقت الأم والأخ والحبيب وتزوجت بشرزق، الذي قتل سليما أخا نحيح وعفيرة من الأم أيضا، الذي التجأ إلى خباء نحيح طالبا الغوث والنجدة من طالبي ثأر سليم، فأمنه نحيح على حياته، من غير أن يعلم بما جنته يد شرزق، ومن غير أن يعلم أنه ساحق فؤاده، ومزاحمه في عشيقته عفيرة، فما علم نحيح بالأمر الأول لم يشأ أن يغدر في أمانه، ولا أن يخل بشرف العهود طالبا لثأر أخيه، ولما علم بالأمر الثاني وهو في خلوة مع عفيرة التي جاءت تشكره لحمايته بعلها من الثائرين ضده، صار يضمها إلى صدره مرة بعد الأخرى وشرزق يناديها من الخارج. فلما جاءت لتودعه الوداع الأخير أراد الانتقام لأخيه ومن أجلها، غير أن عفيرة ذكرته بما وعد من الأمان، فعصى الحب وأطاع الشرف. ثم اجتمع نحيح بعفيرة ثانية، فأخذ يداعبها كالمرة الأولى. وفيما هو كذلك فاجأهما شرزق، فثارت عنده ثائرة الغضب لهذا المنظر المؤلم، فطالب نحيحا بالقتال ليغسل عاره، فجاءت غادرة وحالت بينهما ومنعتهما عن المبارزة، فسألها نحيح عن السبب، فأخبرته بحقيقة الأمر، فقتلها جزاء خيانتها، ثم قتل الأشعث بن الضحاك لخيانته، ثم وأد عفيرة.
أما مسرحية «أورلنده ملكة بولونيا» فتدور أحداثها حول مؤامرة من رهبان مملكة بولونيا بمساعدة جورجيو، للتخلص من الملكة أورلنده، بسبب فجورها وعلاقاتها الغرامية. وكان الهدف الأساسي من قتل الملكة اعتلاء زوجها جورجيو العرش؛ حيث إنه من أنصار الرهبان، ويتم اختيار الراهب الشاب دانيلو للقيام بمهمة اغتيال الملكة يوم السادس من أبريل. ونعلم أن دانيلو دخل الدير لأنه كان متسولا هو وأخوه، وأثناء نومهما في الطريق مرت امرأة وأخذت أخاه. وعندما يحضر دانيلو أمام الرهبان، ويعلم أنه سيقتل امرأة يرفض المهمة؛ لأنه يعشق امرأة، ومن أجلها يرفض إيذاء أية امرأة أخرى. فلم يجد كبير الرهبان إلا أن يخبره بأن المرأة المراد قتلها هي المرأة التي أخذت أخاه وقتلته، وأمام هذه الحقيقة يقبل دانيلو المهمة. وتنتقل الأحداث إلى قصر الملكة أورلنده، حيث نراها تتنكر في شكل خادمة، وتذهب ليلا لمقابلة حبيبها في حديقة القصر، ونفاجأ بأن حبيبها هذا ما هو إلا دانيلو، وبعد لقاء غرامي تطلب أورلنده من دانيلو أن يذهبا إلى كوخ بعيد عن القصر.
صفحه نامشخص