مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
ژانرها
غلاف مخطوطة مسرحية «غرائب الأسرار».
وبعد تمثيل هذه المسرحية كتبت عنها جريدة «الأفكار» في 3 / 4 / 1917 كلمة قالت فيها:
مثل جوق شيخ الممثلين وأستاذ الأناشيد والألحان الشيخ سلامة حجازي في مساء أمس الأحد رواية «غرائب الأسرار»، فرأى جمهور المتفرجين من جمال التمثيل وشهي الألحان ما جعلهم يعتقدون أن عناية الشيخ سلامة بالتمثيل في شيخوخته لا تقل عن عنايته به وهو في عنفوان الشباب ومرح الفتوة، وأن ذلك الصوت الشجي الذي اجتذب المصري إلى التمثيل قبل عرفانه إياه، لم تزده الأيام إلا جمالا. أما أعضاء فرقته فكلهم من خيرة الممثلين والممثلات، أجاد كل منهم دوره إجادة تشهد له بالبراعة، نذكر منهم حضرات: حسين حسني ممثل دور الملك، وعبد المجيد شكري ممثل دور الوزير، وأحمد حافظ ممثل دور كرينتور، والممثلة البارعة السيدة ميليا ديان ممثلة دور كاريوسة، والسيدة ماري إبراهيم ممثلة دور دريجيا. وبالجملة فقد كانوا جميعا موضع إعجاب المتفرجين، وإن كان الإقبال على شهود هذه الرواية لم يكن بالدرجة التي تستأهلها محاسنها وإجادة تمثيلها، فإننا نرجو أن يكون الإقبال على شهود تالياتها أضعاف ما كان في تلك الليلة تشجيعا للعاملين على خدمة التمثيل. وسيحيي الجوق الليلة الثانية في دار الأوبرا مساء يوم الخميس القادم بتمثيل رواية «شقاء العائلات»، التي يكفي أن نقول عنها إنها رواية اجتماعية عصرية تمثل صورة من حياتنا. وستكون تلك الليلة ختام الاشتراك الأول.
وبالفعل مثلت الفرقة مسرحيتي «شقاء العائلات» و«قسوة الشرائع» بالأوبرا، كما أعادت تمثيل مسرحية «غرائب الأسرار».
109
ومسرحية «شقاء العائلات» لعباس علام تدور أحداثها حول امرأة غنية متعلمة تزوجت من شاب صغير، ساعدته على التعليم حتى حصل على شهادة الحقوق، وبالتالي على وظيفة مرموقة، كما انتشلت أخاه من الحضيض وساعدته حتى أصبح مقاولا كبيرا. بعد ذلك بدأ الزوج يتعالى على زوجته ويتغيب عن منزله تاركا زوجته وحيدة مع طفلهما والخادم الأمين، وأخيرا يقرر الزوج تطليق زوجته، ويقوم أخوه المقاول بمهمة إخبار الزوجة بهذا الخبر الأليم. وعندما يعود الزوج إلى المنزل تحاول الزوجة استعطافه وتذكره بأيامهما الحلوة وبابنهما ... إلخ هذه الكلمات، إلا أن الزوج أصر على موقفه وأخرج لها ورقة الطلاق. هنا انقلبت الزوجة إلى وحش كاسر، فانهالت على طليقها بالشتم والسباب، وذكرته بأصله، وكيف أنها وقفت بجانبه حتى أصبح مرموقا، وكيف أنها انتشلت أخاه من الفقر. وعندما حاول الزوج أن يأخذ طفله من بين أحضانها عنوة، وهي تقاومه، أخرج الخادم مسدسا وهدد به الزوج، فتحدث مشاحنات كثيرة تنتهي عندها المسرحية.
وبخلاف المسرحيات الجديدة أعادت الفرقة تمثيل المسرحيات القديمة ببرنتانيا والكورسال، ومنها: «العفو القاتل»، «مطامع النساء»، «تليماك»، «البرج الهائل»، «الأفريقية»، «مغائر الجن».
110
وفي يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1917 مثلت الفرقة مسرحية «اليتيمتين» ببرنتانيا، فكانت آخر مسرحية يقف فيها الشيخ سلامة على خشبة المسرح. وفي اليوم التالي سافرت الفرقة إلى المنصورة لتمثيل ثلاث روايات بها، وتخلف عن السفر سلامة حجازي بسبب أزمة صحية اشتدت عليه، ولم تستكمل الفرقة عروضها بالمنصورة؛ لأنها تلقت نبأ وفاة الشيخ سلامة حجازي يوم الخميس 4 / 10 / 1917، فعادت إلى القاهرة لتشيعه إلى مثواه الأخير.
111
صفحه نامشخص