مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
ژانرها
وظلت الصحف العربية تتابع أخبار الشيخ سلامة الصحية يوما بعد يوم،
56
حتى قالت صحيفة «المؤيد» في 13 / 8 / 1909:
جاءنا من حضرة إسماعيل الديب بالزقازيق، وهو صديق حميم للشيخ سلامة حجازي، أنه لم يفارقه في مصيفه بالشام إلا بعد أن شفاه الله وعافاه. ويقول هذا الصديق إنه كان معه في أحد شوارع دمشق عندما فاجأه ذلك الداء العضال، وقد كاد يموت حزنا عليه، لولا أن الله لطف بالمريض وبجميع أصدقائه، وأدركه بعنايته الصمدانية فعافاه مما به ابتلاه بعد علاج أيام شداد، وأنه لم يفارقه حتى اطمأن عليه تمام الاطمئنان، ولم يبق على عودته لمصر ممتعا بتمام الصحة والعافية إلا بضعة أيام؛ ولذلك كلفه أن ينشر هذا الخبر السار إلى مصر.
ولكن الشيخ المريض ظل فترة من الوقت في سوريا، وعادت فرقته بدونه إلى مصر، وقرر أفرادها أن يحافظوا على اسم الشيخ وفنه من خلال الاستمرار في عملهم بمسرح دار التمثيل العربي. وبالفعل عرضت الفرقة خمس مسرحيات فقط في شهري سبتمبر وأكتوبر 1909، هي: «أتلو» أو «حيل الرجال»، «حفظ الوداد»، «تليماك»، «البخيل»، «تسبا».
57
وكأن هذه العروض كانت تقام من أجل إطعام الفرقة فقط؛ لأن الجمهور لم يقبل على مشاهدتها الإقبال المطلوب لعدم وجود الشيخ سلامة فيها.
وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد مسرحية «البخيل» لمارون النقاش، تدور أحداثها حول الأرملة هند التي ستتزوج رغما عنها من البخيل قراد، ويحاول شقيقها غالي أن يبعد فكرة هذا الزواج عن رأس أبيه الثعلبي، ويتمنى أن يوافق هذا الأب على الشاب عيسى الذي يحب شقيقته، ولكن الوالد يصر على زواجها من قراد؛ لأنه من الأغنياء رغم بخله، ونعلم بعد ذلك أن الثعلبي أيضا بخيل، ويريد الانتفاع من هذا الزواج. وتحاول هند مع شقيقها وحبيبها أن تمنع هذا الزواج بالحيلة، عندما عرفت أن قرادا بخيل، فنجدها تطالبه بالملابس الغالية وبالجواهر والهدايا الثمينة، وأمام هذه المطالب يقع قراد مغشيا عليه، وعندما يفيق يحاول إبعاد هند عنه بعد أن أبعد فكرة الزواج بها من رأسه. وبعد فترة يفكر قراد في أمر يستطيع به أن يبتز الثعلبي وينتقم منه، فنجده يتفق مع شخصين على هذا الانتقام، ولكن عيسى وغالي يتنكران وينجحان في إيهام قراد بأنهما يستطيعان الانتقام من الثعلبي، ولكن بعد قبض الثمن، فيوافق قراد ويعطيهما المال المطلوب، فيكشفان له عن حقيقتهما، وتنتهي المسرحية.
وفي هذا الوقت أخذ الشيخ سلامة يتنقل بين بيروت ودمشق من أجل الاستشفاء دون جدوى، فعاد إلى القاهرة، ونصحه الأطباء بالامتناع عن التمثيل فترة طويلة.
58
صفحه نامشخص