مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
ژانرها
وقد كتب عدلي جرجس مقالة عن هذه المسرحية قال فيها: ««سوسو هانم» قطعة مؤلفة بالمعنى الصحيح، لا أثر فيها للنقل أو الاقتباس؛ لذا فقد جاءت على قدر ذهن كاتب شرقي، لا دراية له بالمؤلفات المسرحية الأوروبية، كي ينسج على منوالها، ويستعين بها على تفهم أسرار مهنته وكيفية حبك رواية ... موضوع الفصل الأول أوهى بكثير من مادته الكلامية ... ثم إن الأشخاص لا يتكلمون في دائرة الموضوع، بل على هوامشه، فيخطبون ويعظون وعظا اجتماعيا، ويرشدون الناس إلى فضائل كان يجب أن تكون نتيجة لحوادث الرواية. وهناك مسألة المنولوجات، فالفصل الأول وحده مملوء بأربعة أو خمسة منها، وهي مكتوبة بأسلوب شعري مرصوص كأسلوب المواويل البلدية، تدخل سوسو هانم في الفصل الثاني بدون أي مناسبة (كما تدخل وتخرج بقية أشخاص الرواية جميعا) لتلقي منولوجا وتنصرف ... هذه بعض المآخذ. وهناك أفظع منها إلا أننا لا نبالي فهي أول عمل لكاتب مصري يجب علينا تنشيطه وتشجيعه.»
173
أما مسرحية «فتاة الأناضول»، فكانت المسرحية الجديدة الرابعة، وهي من اقتباس سليمان نجيب ،
174
وبطولة: عبد العزيز خليل ، وفكتوريا موسى، وأستر شطاح. وقد بدأ تمثيلها في أول أبريل 1924. وخلاصتها أن فتاة الأناضول أوصى لها خالها بثروته، على شريطة أن تترك أباها وتذهب إلى القاهرة للسكن مع خالتها، فتصل الفتاة إلى القاهرة ويبدأ سوء التفاهم بينها وبين الوسط الغريب، الذي تراقبه مراقبة شديدة، وتقف في كل لحظة على عيوبه ومخازيه. وتساعدها الظروف في أن تنقذ ابنة خالتها من خطر الهروب مع عشيق لها متزوج ورب عائلة. وفي النهاية لا تطيق فتاة الأناضول شذوذ أخلاق خالتها واستبدادها فتعتزم الرحيل، إلا أنها تدرك أن رحيلها سيوقع العائلة في ضنك شديد، فتبقى وتتزوج من قاض قد مالت إليه لرزانته ورجولته.
وقد كتب عدلي جرجس مقالة عن مسرحية «فتاة الأناضول» قال فيها: «هي كوميدية خفيفة الموضوع، لا أثر فيها للملاحظة الأخلاقية ولا للتفكير العميق. اقتبسها صديقنا الفاضل صاحب العزة سليمان نجيب عن رواية
pag my heart
لأحد الكتاب الإنجليز المعاصرين ... فالمقتبس لم يهتم بتصوير شخصيات حية صحيحة ... وأكبر عيب في الرواية أن كاتبها لم يعبأ بغير شخصية فتاة الأناضول فجعلها محور الحوادث ... والذي نعيبه على المقتبس أيضا هو تركيب الرواية وحبكها من حيث خروج الأشخاص ... وفي الختام نتقدم إلى مسرح حديقة الأزبكية بكلمة ثناء وتشجيع، راجين منه تحويل وجهة نظره نحو أنواع الكوميديا والدرامة من الروايات، بنفس العناية التي يبديها في الأوبريت والأوبراكوميك؛ لأنه من الواجب عليه أن يدرك في النهاية أنه من المستحيل عليه إخراج رواية أوبريت أو أوبراكوميك بالمعنى الصحيح لفقر موسيقانا الشرقية وضئولة أذهان ملحنينا. وأن أنواع الكوميديا والدرامة هي الوحيدة التي مارسها ممثلون جيدا، وعالجوا إخراجها كثيرا، وهي الأقرب إلى الفن، والأشد رابطة بحقائق الحياة.»
175
أما آخر مسرحية جديدة في هذا الموسم فكانت مسرحية «الميت الحي»، تأليف سليمان نجيب، ومن تمثيل: عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، محمد يوسف، فؤاد فهيم، محمد بهجت، فكتوريا موسى. وبدأ تمثيلها في يولية 1924.
صفحه نامشخص