مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
ژانرها
وطوال هذه الفترة لم تمثل الفرقة إلا مسرحيتين جديدتين: الأولى «الزوبعة» ابتداء من منتصف مارس 1921، وهي كوميدي درامتيك، اقتبس فكرتها عباس علام عن
GASTON DEVORE
في روايته
LA CONSCIENCE DE L’ENFANT .
125
وهي تمثل معركة من معارك الحياة بين القديم والحديث، وتشيد بفضائل الاعتماد على النفس والكفاح من أجل تنمية الثروة الوطنية، كما تبين مساوئ الخيانة الزوجية وأثرها على الأسرة.
126
عباس علام.
ويقول عباس علام عن ظروف تأليف هذه المسرحية: إن موضوعها «يدور حول تحليل نفسية امرأة هي طاهرة بطبيعتها، ولكنها معجبة بنفسها وبجمالها، وقد ساقتها الظروف إلى أن تحوم حول الحب فضعفت وأغمضت عينيها وتدهورت، فلم تفق إلا وهي تتخبط بين ذراعي رجل ليس حليلها، فثار ضميرها عليها وقضت حياة كلها آلام. وكان طبيعيا - وهذا هو موضوع الرواية - أن أختمها بالعفو عن مثل هذه الخاطئة التائبة، على أني لقيت اعتراضا على هذه الفكرة من كل من قرأت عليهم روايتي. قدمتها في سنة 1917 إلى الأستاذ عبد الرحمن رشدي فرفض أن يمثلها ما لم أختمها بقتل هذه المرأة. طلبت تحكيم أستاذي الدكتور منصور فهمي وحسين بك رمزي، فانضما إلى رأي عبد الرحمن، فحفظت الرواية لدي. وفي سنة 1920 قدمتها لشركة ترقية التمثيل العربي، وكان للشركة لجنة جمعت بين فحول العلماء والفلاسفة والمفكرين، فأجمع الكل على ضرورة قتل المرأة. بل قال لي أحدهم، وهو من خيرة شبيبتنا المفكرة: «لو مثلت روايتك على حالها وعلمت أن قرينتي شاهدتها، فإني أقتلك.» طلبت التحكيم مرة أخرى، وكان الحكم الأستاذ كامل بك البنداري، فانضم إلى رأي اللجنة. وأخيرا قال لي المرحوم محمد تيمور: ما دامت النفوس لم تتهيأ لقبول فكرتك فليس أمامك إلا أن تقتل هذه المسكينة خيرا من تعطيل روايتك ... فقتلتها! ثم مثلت «الزوبعة» ومثلت فكتوريا دور الخاطئة. فرأيت ورأى الناس، ومنهم كل من قرءوا الرواية قبل تمثيلها، رأينا شيئا غير الذي كتبته! ... الألفاظ والعبارات هي هي، ولكن الروح الذي ظهرت به فكتوريا كان شيئا آخر لم يطرأ حتى على بالي أنا! بلغت فكتوريا رسالتي إلى الناس بروح أقوى مما كتبت.»
127
صفحه نامشخص