لا أتذكر أن لون شعر أمي كان غير اللون الأبيض. حال لون شعر أمي إلى الأبيض عندما كانت في العشرينيات من عمرها، ولم يتبق أي من شعر صباها، الذي كان بني اللون. كنت معتادة على أن أسألها أي درجة من البني كان لون شعرها. «داكنا.» «مثل برنت، أم مثل دوللي؟» كان هذان جوادين كنا نمتلكهما ونستخدمهما في أعمال المزرعة، وكانا يعملان معا كفريق واحد. «لا أعلم. لم يكن مثل لون شعر الجياد.» «هل كان في لون الشوكولاتة؟» «شيئا يشبه ذلك.» «ألم تحزني عندما حال لونه إلى الأبيض؟» «نعم. كنت مسرورة.» «لم؟» «كنت مسرورة أنني لن يصبح لدي شعر لونه مثل لون شعر والدي.»
كانت أمي تقول لي: الكراهية خطيئة في كل الأحوال، تذكري ذلك؛ فقطرة واحدة من الكراهية في روحك ستنتشر وتسبغ بلونها كل شيء مثل قطرة حبر أسود في لبن أبيض. أدهشني ذلك وكنت أنوي أن أجرب الأمر، لكنني كنت أعلم أنني يجب ألا أهدر اللبن. •••
أتذكر جميع هذه الأشياء. جميع الأشياء التي أعرفها، أو أخبرت بها، عن أشخاص لم أرهم حتى قط. كان اسمي يوفيميا، على غرار اسم جدتي لأمي. اسم رهيب، وهذا ما جعله نادرا هذه الأيام. في المنزل كانوا ينادونني بفيمي، لكنني عندما بدأت أعمل، أطلقت على نفسي اسم فايم (شهرة). كان زوجي، دان كيسي، يناديني بفايم. ثم في حانة فندق شامروك، بعد سنوات لاحقة، بعد طلاقي، وبينما كنت خارجة من عملي هناك في إحدى المرات، قال رجل مخاطبا إياي: «فايم، كنت أود أن أسألك، بم أنت مشهورة؟»
أجبته قائلة: «لا أعرف ... لا أعرف، إلا إذا كنت مشهورة بإهدار وقتي في الحديث إلى حمقى أمثالك.»
بعد ذلك فكرت في تغيير اسمي كلية، إلى جوان مثلا، لكن إذا لم أكن سأنتقل من هنا، فكيف أستطيع عمل ذلك؟ •••
في صيف عام 1947، عندما كنت في الثانية عشرة، ساعدت أمي في تغطية جدران غرفة النوم الموجودة في الطابق السفلي بورق الحائط؛ غرفة الضيوف. كانت خالتي، بيرل، آتية لزيارتنا. لم تر الأختان كل منهما الأخرى منذ سنوات. وبعد موت أمهما بوقت قليل جدا، تزوج أبوهما مرة أخرى. وذهب ليعيش في مينيابوليس، ثم في سياتل، مع زوجته الجديدة وابنته الصغرى، بيرل. لم ترغب أمي في الانتقال معهم. مكثت في بلدة رامزي، حيث كانوا يعيشون من قبل. أقامت مع زوجين لم ينجبا، كانا جارين لهم. لم تلتق وبيرل إلا مرة واحدة أو مرتين منذ كبرتا. كانت بيرل تعيش في كاليفورنيا.
كان تصميم ورق الحائط عبارة عن أزهار قنطريون عنبري على خلفية بيضاء. كانت أمي قد اشترته بسعر مخفض؛ لأنه كان آخر المطروح للبيع من هذه النوعية. كان هذا يعني أننا واجهنا مشكلة إيجاد تصميمات مماثلة، وخلف الباب اضطررنا إلى لصق بعض القصاصات والأشرطة لتغطية الحائط. كان ذلك قبل ظهور ورق الحائط ذاتي اللصق. نصبنا الطاولة ذات الحوامل في الغرفة الأمامية، وخلطنا عليها عجينة اللصق، ووزعناها على ظهر ورق الحائط بفرش عريضة، آخذين في الاعتبار عدم تكتل العجينة في أي مكان. كنا نلصق ورق الحائط بينما كانت النوافذ مفتوحة، والحواجز السلكية موضوعة وراءها، والباب الأمامي مفتوحا، والباب الخارجي الشفاف مغلقا. كانت البلدة التي كنا نراها من خلال شبكة الحواجز والزجاج المموج للنوافذ القديمة تبدو غاية في الحرارة والإزهار، الصقلاب والجزر البري في المراعي، والخردل يهتز وسط النفل، وتبدو بعض الحقول كريمية اللون بسبب الحنطة التي كان الناس يزرعونها آنذاك. كانت أمي تغني. كانت تغني أغنية قالت إن أمها كانت معتادة على غنائها عندما كانت هي وبيرل بنتين صغيرتين:
كان لدي حبيب، ولم يعد لي حبيب الآن.
رحل وتركني أنتحب وأنوح.
رحل وتركني، لكنني سأكون سعيدة؛
صفحه نامشخص