قال كولن: «نقل ... كان يعمل في محطة السكك الحديدية، وعندما حولوا مسار قطار الركاب الذي كان يمر من هنا، نقلوه إلى بيتربورو.»
لا يمتلك ذكريات كثيرة عن والده. ذات مرة، بينما كانا سائرين في الشارع، قدم له والده قطعة لبان. كان ثمة نوع من الشعور الرسمي، العطوف حيال تلك اللمحة - كان والده يرتدي زي عمله الرسمي آنذاك - بدلا من الشعور بالحميمية الأبوية. كان لدى كولن انطباع أن سيلفيا لم يكن بإمكانها التعامل مع ابنين وزوج، إلى حد ما؛ فأضاعت زواجها دون أن تقصد هذا تماما.
قالت سيلفيا: «لم يكن يعمل فقط في محطة السكك الحديدية ... كان محصلا. بعد نقله للمرة الأولى، كان يزورنا في بعض الأحيان بالحافلة، لكنه كان يكره الانتقال بالحافلة ولم يكن يستطيع قيادة السيارات. بدأ في التوقف عن الزيارة تدريجيا ومات قبل تقاعده مباشرة. لذا، ربما كان سيأتي للحفلة آنذاك، من يعلم؟» (كانت فكرة جلينا، التي انتقلت إلى كولن، أن كل هذا الحديث الهادئ حول إقامة حفلة ذكرى زفافها لم يكن إلا اختلاقا من جانب سيلفيا ؛ فهي ترى أن سيلفيا كانت قد طلبت من زوجها أن يأتي أو أخبرته بذلك، لكنه لم يفعل.)
قالت سيلفيا: «حسنا، لا عليكم منه، أقمت الحفلة ... دعوت الكثير من الأشخاص. كنت سأدعو إيدي لكنني لم أكن أعرفه حينها جيدا مثلما أعرفه الآن. كنت أظنه من الطبقة العليا.» لكزت ذراع إيدي بمرفقها. كان الجميع يعلم أن زوجته الثانية كانت من الطبقة العليا. «كان ذلك في شهر أغسطس، وكان الطقس جيدا، كنا نستطيع أن نمكث في الخارج، مثلما نحن هنا. نصبت مناضد ذات حوامل، وكان يوجد طست ممتلئ بسلاطة البطاطس. أعددت ريش لحم مشوية، ودجاجا محمرا، وحلويات، وفطائر، وكعكة احتفال جعلت المخبز يزينها. وكانت توجد مجموعة متنوعة من عصائر الفواكه، المضاف إليها الكحول وغير المضاف إليها الكحول. تناول المدعوون عصائر الفواكه المضاف إليها الكحول أكثر مع تقدم الأمسية وظل المدعوون يصبون الفودكا والبراندي وأيا ما كان لديهم!»
قال روس: «ظن الجميع أن كولن أسرف في شرب العصائر المضاف إليها الكحول!»
قالت سيلفيا: «حسنا، لم يفعل ... كانت تلك كذبة.» •••
في وقت سابق، كان كولن ونانسي قد أخليا المنضدة معا، وعندما كانا بمفردهما في المطبخ قالت له نانسي: «هل قلت أي شيء لروس؟» «ليس بعد.» «ستفعل، أليس كذلك؟ كولن، الأمر مهم.»
سمعت ذلك جلينا أثناء دخولها حاملة طبق تقديم عليه عظام دجاج، ولم تتفوه بأي شيء.
قال كولن: «تظن نانسي أن روس يرتكب خطأ في تركيب سيارته.»
قالت نانسي: «خطأ قاتلا.» عاد كولن إلى الخارج، تاركا إياها تتحدث في صوت خفيض، ملح إلى جلينا. •••
صفحه نامشخص