178

قالت روبين: «كنت أعتقد أنه ملكي أنا.» «تلك الفتاة لم تكن حتى صديقتك. يا إلهي! لم تتفوهي بكلمة طيبة عنها صباح اليوم.» «أنت لا تعرفين من صديقتي!» تورد وجه روبين بلون قرنفلي براق وامتلأت عيناها بالدموع، لكن ظل تعبير الازدراء والعناد كما هو لم يتغير. «أعرفها. وتحدثت إليها. هيا قومي إذن!» •••

تعمل ترودي في دار رعاية ذوي الإعاقة العقلية البالغين. يطلق عليه القليل من الناس ذلك. لا يزال الأشخاص الأكبر سنا في البلدة يطلقون عليها «دار السيدة وير»، ويطلق عليها آخرون - بما في ذلك روبين، وربما معظم من هم في عمرها - دار أصحاب أنصاف العقول.

يوجد في الدار الآن ممر منحدر للمقاعد المتحركة، نظرا لأن بعض أصحاب الإعاقة العقلية ربما يكونون من أصحاب الإعاقة الجسدية أيضا، وهناك مسبح في الفناء الخلفي، وهو ما أثار وجوده بعض الخلاف عندما جرى إنشاؤه من أموال دافعي الضرائب. بخلاف ذلك تبدو الدار تماما مثلما كانت دوما؛ الجدران الخشبية البيضاء، والزخارف داكنة الخضرة في الجمالونات، السقف شديد الانحدار والشرفة الخارجية الجانبية المسيجة بسلك داكن، والحشائش الخفيضة في الواجهة التي تظللها أشجار قيقب ناعمة.

هذا الشهر، تعمل ترودي في النوبة التي تستمر من الرابعة مساء إلى منتصف الليل. في فترة ما بعد الظهيرة أمس، تركت سيارتها أمام الدار، وسارت على الممر وهي تتأمل كيف تبدو الدار جميلة وهادئة مثلما كانت أيام السيدة وير، التي لا بد أنها كانت تقدم شايا مثلجا، وكانت تقرأ كتبا من المكتبة، أو تلعب الكروكيه، أو أيا ما كان يفعل الناس آنذاك.

دوما أخبار جديدة، شجار أو موقف مثير، بمجرد دخول المرء إلى هناك. كان الرجال قد أتوا لإصلاح المسبح لكنهم لم يفعلوا. رحلوا مرة أخرى. المسبح غير جاهز بعد.

قالت جوزفين: «نحن بحاجة إليه، سرعان ما سينتهي الصيف.»

قال كلفن: «لم نصل إلى منتصف شهر يونيو بعد، تقولين إن الصيف سينتهي ... فكري قبل أن تتحدثي.» ثم قال مخاطبا ترودي: «هل سمعت عن الفتاة الصغيرة التي قتلت في الريف؟»

كانت ترودي قد بدأت في خلط كميتين من عصير الليمون المجمد، إحداهما قرنفلية اللون والأخرى عادية. عندما قال ذلك، ضغطت بالملعقة على الكتلة المجمدة بقوة جدا حتى إن بعض العصير انسكب. «كيف يا كلفن؟»

كانت تخشى أن تسمع أن فتاة جرى اختطافها من على طريق ريفي، اغتصبت في الغابة، وجرى خنقها، وضربت، ثم تركت هناك. تجري روبين على الطرق الريفية وهي ترتدي بنطالا قصيرا وتي-شيرت أبيض، واضعة عصابة رأس حول شعرها المتطاير. شعر روبين ذهبي اللون، وهكذا كانت رجلاها وذراعاها. كان خداها وأطرافها ناعمة لكنها غير لامعة؛ لن يندهش المرء إذا رأى سحابة من حبوب اللقاح تتطاير وتستقر خلفها عندما تعدو. تطلق السيارات أبواقها كي تفسح الطريق ولكنها لا تأبه. تهديدات بذيئة تقال لها، وترد عليها بتهديدات مماثلة.

قال كلفن: «وهي تقود شاحنة.»

صفحه نامشخص