130

فقال ابن عباس: كذب نوف، حدثني أبي بن كعب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل، واستحيا - وأخذته ذمامة من صاحبه، فقال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني - لرأى من صاحبه عجبا".

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا من الأنبياء بدأ بنفسه، فقال: "رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد". ثم قال: "إن موسى عليه السلام بينما هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني، فأوحى الله إليه أن في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتا مالحا، فإذا فقدته فهو حيث تفقده، فتزود حوتا مالحا، فانطلق هو وفتاه، حتى إذا بلغ المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا إلى الصخرة، انطلق موسى يطلب، ووضع فتاة الحوت على الصخرة، فاضطرب، فاتخذ سبيله في البحر سربا، قال فتاه: إذا جاء نبي الله حدثته، فأنساه الشيطان، فانطلقا، فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاوز ما أمر به، فقال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. فقال له فتاه: يا نبي الله أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت أن أحدثك وما أنسانيه إلا الشيطان، فاتخذ سبيله في البحر سربا قال: ذلك ما كنا نبغ، فرجعا على آثارهما قصصا، يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة، فأطاف بها، فإذا هو مسجى بثوب، فسلم فرفع رأسه، فقال له: من أنت؟ قال: موسى. قال: من موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل. قال: فما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علما، فأردت أن أصحبك، قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا}. {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}.

صفحه ۱۹۵