4 -
: 104 وبالإسناد إلى زاهر الشحامي، قثنا والدي الإمام أبو عبد الرحمن طاهر بن محمد بن محمد بن يوسف الشحامي، إملاء، قثنا أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي، قثنا أبو العباس الأصم ، ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى ملائكة فضلا عن كتاب الناس سياحين في الأرض، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل، ينادوا: هلموا إلى بغيتكم، قال: فيجيئون حتى يحفوا بهم إلى السماء الدنيا، قال: فيقول الله تعالى: أيش تركتم عبادي يصنعون؟ قال: فيقولون: تركناهم يحمدونك ويسبحونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ فيقول: لا، فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تمجيدا، وأشد ذكرا، قال: فيقول: فأيش يطلبون؟ قال: فيقولون: يطلبون الجنة.
قال: فيقول هل رأوها؟ قال: فيقولون: لا.
قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: فيقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا؟ قال: فيقول: من أي شيء يتعوذون؟ .
قال: فيقولون: يتعوذون من النار، قال: فيقول: هل رأوها؟ قال: فيقولون: لا.
قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها تعوذا، وأشد منها هربا؟ قال: فيقول: فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم.
قال: فيقولون: إن فيهم فلانا الخطاء، لم يردهم، وإنما جاء في حاجة.
قال: فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " أخرجه البخاري، عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عبد الله جرير بن عبد الحميد بن جرير الضبي الرازي، مولده بقرية من قرى أصبهان، ونشأ بالكوفة، ونزل قرية على باب الري، وكان ثقة، كثير العلم، يرحل إليه، وكانت كتبه صحاحا، ولد سنة مات الحسين، سنة عشر ومائة، ومات عشية الأربعاء ليوم خلا من جمادى الأولى، سنة ثمان وثمانين ومائة، عن الإمام الحافظ أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش الأسدي الكاهلي الكوفي، كان يحيى القطان إذا ذكره قال: كان ناسكا محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول، وهو علامة الإسلام.
وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: ما رأينا نحن ولا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته.
وكان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني، وكان شعبة يسمي الأعمش: المصحف من صدقه، وكان أبو بكر بن عياش يسميه سيد المحدثين، وكان الأعمش أخذ القراءة عن يحيى بن وثاب، ورأس في ذلك، كان فصيحا، وكان عالما بالفرائض، وكان مطرح التكلف، يمضي إلى الجمعة، وعليه فرو والصوف إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان عوضا عن الرداء، وقال شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش، وقال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله عز وجل من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم، ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه، وقال علي ابن المديني: للأعمش نحو ألف وثلاث مائة حديث.
وقال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى.
مات وهو ابن ثمان وثمانين سنة، ولد سنة ستين، ومات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة بعد موت منصور، بست عشرة سنة
وأبو صالح شيخ الأعمش هو ذكوان الزيات المدني، كان يجلب السمن والزيت إلى المدينة.
قال أحمد بن حنبل: أبو صالح من أجل الناس وأوثقهم ومن أصحاب أبي هريرة، وقد شهد الدار زمن عثمان رضي الله عنه، وكان كثير الحديث، وإذا قدم الكوفة ينزل في بني أسد، فيؤمم بني كاهل، وكان عظيم اللحية، وكان يخللها، وكان يقول: ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أبا هريرة، توفي سنة إحدى ومائة بمدنية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صفحه نامشخص