إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي ثم الدمشقي الحنبلي الزاهد العابد أبو إسحاق بن أبي الحسن
كان شيخنا كبير القدر، معظما مهابا، له وقع في القلوب وجلالة، ملازما للتعبد ليلا ونهارا، وينكر المنكر، ويعلم الناس الخير، ويقضي الحقوق، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، وكان معظما للشعائر والحرمات، وعنده علم جيد، وفقه حسن، وكان يدرس ويفتي، وكان داعية إلى مذهب السلف رضي الله عنهم، مثابرا على السعي في هداية من يرى فيه زيغا عن ذلك، مولده في سنة اثنتين وست مائة، وسمع الحديث بدمشق وظاهرها من جماعة كثيرة، منهم: القاضي أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، وأبو البركات داود بن ملاعب، وأبو نصر موسى ابن الشيخ عبد القادر، وأبو الفتوح ابن الجلاجلي، وشيخ الإسلام أبو محمد بن قدامة، وولده أبو المجد عيسى، والإمام أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح، وأبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي العطار، وأبو المجد محمد بن الحسين القزويني، وأبو المحاسن محمد بن السيد ابن أبي لقمة، وأبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن البن الأسدي، وأبو عبد الله الحسين بن المبارك بن الزبيدي، والإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي، وأبو القاسم الحسين، حدثنا هبة الله بن محفوظ بن صصرى، وأبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي، وأبو المنجى عبد الله بن عمر بن علي بن علي بن اللتي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي، وأبو الحسن علي بن محمود بن الصابوني، وأبو المفضل مكرم بن محمد بن أبي الصقر القرشي، وأبو حفص عمر بن يحيى بن شافع المؤذن النابلسي، وسمع بحمص، وحلب، وحران، والموصل، والبيت المقدس، ودخل إلى بغداد في سنة ثلاث وعشرين وست مائة طالب حديث وفقه، ونزل بمدرسة ابن الجوزي بباب الأزج، وأقام مدة، ثم إنه سافر إلى الموصل، وأقام بها مدة يشتغل بالعلم، ثم رجع إلى بغداد، ومن شيوخه الذين سمع عليهم ببغداد: أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد السلام، وأبو الحسن عبد السلام بن عبد الرحمن بن علي بن سكينة، وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري، وأبو محمد يونس بن سعيد بن مسافر القطان وأبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن المبارك بن عفيجة البندنيجي، وأبو هريرة محمد بن ليث بن شجاع الأزجي اللبان، وأبو الرضا محمد بن المبارك بن عبد الرحمن بن عصية الحربي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن أبي حرب النرسي، وأبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز بن المراتبي البيع، وأبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن النرسي الضرير، وأبو علي الحسن بن إسحاق بن موهوب بن الجواليقي، وأبو علي الحسن بن المبارك بن الزبيدي، وأبو يحيى زكريا بن علي بن حسان العلبي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عتيق بن عبد العزيز بن صيلا الحربي، وأبو طالب عبد المحسن بن أبي العميد بن خالد الخفيفي الأبهري المعروف بالحجة، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي الجوزي، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي العطار، وأبو الحسن علي بن النفيس بن بوزنداز الحاجب المأموني، والإمام أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي، وأبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسن الحمامي الجعفري، وأبو الوقت محاسن بن عمر بن رضوان الخزائني الأزجي، وأبو نصر المهذب بن علي بن أبي نصر بن قنيدة، وأبو صالح نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، وأم الفضل لبابة بنت أحمد بن أبي الفصل ابن الثلاجي الحربي، وشرف النساء بنت أحمد بن عبد الله بن علي بن الآبنوسي، وأمة العزيز نهاية بنت صدقة بن علي الأوسي، وياسمين بنت سالم بن البيطار، وله إجازات من جماعة من شيوخ أصبهان، وهمذان، وبغداد، مثل أبي الفخر أسعد بن سعيد بن محمود بن روح، وأبي الفتوح داود بن معمر بن الفاجر، وأبي المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي، وأبي الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح بن المعزم، وأبي القاسم عبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، وأبي القاسم علي بن منصور بن الحسن الثقفي، وأبي الفتوح محمد بن محمد بن الجنيد الأصبهاني، والحافظ أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، والإمام أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة، وأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، وأبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، ولم يزل هذا الشيخ رضي الله عنه ملازما للعبادات معمور الأوقات بتحصيل الخيرات مدة تقارب ستين سنة إلى أن درج إلى رحمة الله في يوم الجمعة آخر النهار الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وست مائة، ودفن بكرة يوم السبت بتربة الشيخ موفق الدين ابن قدامة، بسفح جبل. . . . قاسيون، وحضر جنازته جمع كثير ورؤيت له المنامات الصالحة، وكان والده رجلا خيرا، من أهل القرآن، حدث أيضا، رحمهما الله.
صفحه ۱۲