وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنها مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها، وفيها من كل أمة سيما، وسيماهم من هذه الأمة أنها تكلم الناس بلسان عربي مبين تكلمهم بكلامهم"(¬1).
هذه الروايات التي ذكرناها عن الصحابة رضي الله عنهم قد يصح بعضها وقد يضعف، فيعتمد البعض عليها في إثبات أوصاف الدابة كما فعل البرزنجي حيث ساق هذه الأقوال دون تعليق عليها وكأنه يقرها، مع العلم أنه لم يثبت في وصف الدابة حديث صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2).
وأما الاجتهاد في مكان خروجها: فقد اختلفت الروايات الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) كما اختلفت الروايات عن الصحابة رضي الله عنهم(¬4) ومن ثم اختلفت آراء العلماء في ذلك، ففي بعضها: أنها تخرج من إنطاكية، وفي بعضها: أنها تخرج من المروة، وفي بعضها: من مدينة قوم لوط، وفي بعضها: من وراء مكة.
ووجه الجمع بين هذه الروايات من وجهين:
صفحه ۳۵