قال الحافظ ابن حجر: "وطريق الجمع: أن الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغيير أحوال العامة في الأرض أي: فلا ينافي تقدم المهدي عليه. قال: "وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم عليه السلام ومن بعد القحطاني وغيره، وإن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات المؤذنة بتغيير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة أي: والدابة معها فهي والشمس كشيء واحد، وإن النار أول الآيات المؤذنة بقيام الساعة" انتهى(¬1).
وهذا جمع حسن له رحمه الله تعالى، ويدل على ذلك ما في بعض الروايات: "وآخر ذلك - يعني الآيات- نار تحشر الناس إلى محشرهم" (¬2).
وروى نعيم بن حماد عن وهب بن منبه قال: "أول الآيات الروم، ثم الدجال، والثالثة يأجوج ومأجوج، والرابعة عيسى بن مريم، والخامسة الدخان، والسادسة الدابة"(¬3).
أي: وكون عيسى عليه السلام رابعا باعتبار تأخره عن يأجوج ومأجوج، وإن كان باعتبار وقت نزوله مقدما عليهما، فهو باعتبار ثالث، وباعتبار أخر رابع.
والخامسة: الدخان - وقد سبق بيانه- والسادسة: الدابة أي وعده هذا باعتبار الآيات الأرضية ومن ثم لم يعد طلوع الشمس فهو أيضا يؤيد ما ذكره الحافظ لكن لو قال: وينتهي ذلك بخروج الدابة بدل قوله: بموت عيسى عليه السلام لكان أولى وأوضح وكون الروم أولا حقيقي وكون الدجال أولا إضافي لأنه أعظم من الروم وكان الروم بالنظر إليه ليس بشيء"(¬4).
والاختلاف في أول العلامات ظهورا وفي ترتيب تلك العلامات، مرده إلى تعدد الروايات واختلافهم في الجمع أو التوفيق بينها أو صحتها وضعفها.
6- الاجتهاد في وصف الدابة ومكان خروجها:
صفحه ۳۳